وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النّاسُ وَالْحِجارَةُ﴾ (١).
ثمّ انه بتأكد وجوب فعل المعروف وترك المنكر وتتأكّد المسؤولية على المعلّم بلحاظ التلاميذ والملك بلحاظ الرعيّة ورجل الدين بلحاظ أفراد المجتمع المؤمن ، فإن التزيّي بلباس المعروف وخلع رداء المنكر يحقق بنفسه أسلوبا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
قال صاحب الجواهر : «من أعظم أفراد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خصوصا بالنسبة إلى رجل الدين أن يلبس رداء المعروف واجبه ومندوبه وينزع رداء المنكر محرّمه ومكروهه ويستكمل نفسه بالأخلاق الكريمة وينزّهها عن الأخلاق الذميمة ، فإنّ ذلك منه سبب تامّ لفعل الناس المعروف ونزعهم المنكر» (٢).
بل يمكن أن يقال : ان سموّ المنزلة بنفسه سبب لتضاعف العقوبة وازديادها كما يستفاد ذلك بوضوح من القاعدة القرآنية : ﴿يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً* وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً﴾ (٣).
__________________
(١) التحريم : ٦.
(٢) جواهر الكلام ٢١ : ٣٨٢.
(٣) الأحزاب : ٣٠.