الذي تقصر فيه الصلاة».
وعلى أي حال دلّت الروايات الكثيرة التي تتراوح بين ٢٠ ـ ٣٠ رواية على تحديد المسافة بما ذكر ، فقد ورد التعبير بالثمان ، وبياض يوم ، وبريدين ، و ٢٤ ميلا ، ومسيرة يوم ، وبريد في بريد. والكل واحد.
وبعض الروايات عبّر ببريد ذاهبا وبريد جائيا ، وبريد ، ومسيرة ١٢ ميلا ، وأربعة فراسخ. وذلك محمول على من يقصد الرجوع (١).
وفي مقابل هذا المجموع دلّت روايات ثلاث على غير ذلك ، ففي صحيحة زكريا بن آدم انها مسيرة يوم وليلة (٢) وفي رواية أبي بصير انها مسيرة يومين (٣) وفي صحيحة ابن أبي نصر انها ثلاثة برد (٤).
وقد قيل بلزوم حملها على التقيّة لوجود أقوال لبعض العامّة توافق مضمون كلّ واحدة منها.
وفيه : ان مجرّد وجود قول لبعض العامّة لا يصحح الحمل على التقيّة بعد عدم كون الطابع العام كذلك. اللهمّ إلاّ إذا بنينا على ما اختاره صاحب الحدائق من عدم اشتراط الحمل على التقية باختبار العامة لمضمون الرواية بل يكفي كون الغرض القاء الخلاف في الأوساط الشيعية تحفّظا عليها من وحدة الكلمة المستلزمة لمعروفية رأيهم (٥).
إلاّ ان هذا الرأي ضعيف لأنّ الأمر بالأخذ بالمخالف وطرح
__________________
(١) يمكن مراجعة مجموع الروايات المذكورة في الأبواب الاولى من صلاة المسافر من وسائل الشيعة.
(٢) وسائل الشيعة الباب ١ من أبواب صلاة المسافر الحديث ١.
(٣) وسائل الشيعة الباب ١ من أبواب صلاة المسافر الحديث ٩.
(٤) وسائل الشيعة الباب ١ من أبواب صلاة المسافر الحديث ١٠.
(٥) الحدائق الناضرة ، المقدمة الاولى من مقدمات الكتاب ١ : ٤.