وعليه كان جريان الاحتياط فيه (١) بمكانٍ من الإمكان ؛ ضرورة التمكّن من الإتيان بما احتمل وجوبه بتمامه وكماله، غاية الأمر أنّه لابدّ أن يؤتى به على نحوٍ لو كان مأموراً به لكان مقرِّباً، بأن يؤتى به بداعي احتمال الأمر، أو احتمال كونه محبوباً له تعالى، فيقع حينئذٍ على تقدير الأمر به امتثالاً لأمره تعالى، وعلى تقدير عدمه انقياداً لجنابه - تبارك وتعالى -، ويستحقّ الثواب على كلّ حال: إمّا على الطاعة أو الانقياد.

وقد انقدح بذلك: أنّه لا حاجة في جريانه في العبادات إلى تعلّق أمر بها، بل لو فُرض تعلّقه بها لما كان من الاحتياط بشيء، بل كسائر ما علم وجوبه أو استحبابه منها، كما لا يخفى.

__________________

(١) الأولى: تأنيث الضمير ؛ لرجوعه إلى العبادة... منتهى الدراية ٥: ٥٠٠.

۳۷۶۱