توهّم استحقاق المتجرّي عقابين متداخلين والجواب عنه

ثمّ لا يذهب عليك: أنّه ليس في المعصية الحقيقيّة إلّا مَنْشَأٌ واحد لاستحقاق العقوبة - وهو هتك واحدٌ -، فلا وجه لاستحقاق عقابين متداخلين - كما توهّم (١) -. مع ضرورة أنّ المعصية الواحدة لاتوجب إلّا عقوبةً واحدةً، كما لا وجه لتداخلهما على تقدير استحقاقهما كما لا يخفى.

ولا منشأ لتوهّمه إلّا بداهة أنّه ليس في معصية واحدة إلّا عقوبة واحدة، مع الغفلة عن أنّ وحدة المسبّب تكشف - بنحو « الإنّ » - عن وحدة السبب.

الأمر الثالث: [ أقسام القطع وأحكامها ]

القطع الطريقيّ

إنّه قد عرفت (٢): أنّ القطع بالتكليف - أخطأ أو أصاب - يوجب عقلاً استحقاق المدح والثواب، أو الذمِّ والعقاب، من دون أن يؤخذ (٣) شرعاً في خطاب.

القطع الموضوعيّ وأقسامه

وقد يؤخذ في موضوع حكم آخر مخالف لحكم متعلّقه (٤)(٥)، لا يماثله ولا يضادّه، - كما إذا ورد مثلاً في الخطاب: أنّه إذا قطعت بوجوب شيءٍ يجب عليك التصدّق بكذا -:

__________________

(١) في الفصول: ٨٧.

(٢) في الأمر الأول من أحكام القطع.

(٣) في « ر »: يوجد.

(٤) أدرجنا ما في « ر »، وفي غيرها: حكم آخر يخالف متعلّقه.

(٥) في العبارة تسامح، ومقصوده جواز أخذ القطع بحكمٍ في موضوع حكمٍ آخر متعلّق بموضوع آخر، كما إذا أُخذ القطع بحرمة الخمر قيداً لموضوع وجوب التصدّق. ( نهاية النهاية ٢: ٢٤ ).

۳۷۶۱