حيث أنه عين التزلزل والتردد ، فهو عين الوهن ، وعدم الوثاقة ، إلا أن وثاقة اليقين ليست مصححة لاسناد النقض ، بل باعثة على الأمر بالتمسك به في قبال الشك.

كما أن وهن الشك ، وعدم وثاقته ليس منافيا لاسناد النقض إليه ، بل باعث على النهي عن التمسك به في قبال اليقين.

ومنه تعرف أن عدم كون الشك مبرما - بمعنى عدم كونه وثيقا - يمنع عن اسناد النقض المقابل للابرام بهذا المعنى ، ولا يمنع عن إسناد النقض المساوق للانحلال المقابل للارتباط.

مع أنه يصدق على الشك أنه غير وثيق ، وأنه موهون. وتقابل الوثاقة والوهن - الذي معناه عدم الوثاقة - بنحو تقابل العدم والملكة.

ولا يقتضي كون الشك - بما هو - قابلا للوثاقة ، إذ التقابل بهذا النحو لا يستدعي قابلية الشيء شخصا ، بل تارة شخصا وأخرى نوعا ، وثالثة جنسا كالعمى في العقرب ، فان نوع العقرب لا يكون إلا أعمى ، وإنما الملكة والقابلية بلحاظ جنس الحيوان ، فكذلك الشك ، فانه عين الوهن والتزلزل ، لكنه باعتبار نوع الادراك أو جنس الادراك القابل للوثاقة - بصيرورته نوعا أو صنفا يسمى باليقين - يوصف الشك بالعدم المقابل للملكة (١) .

(٢٠) قوله قدس سره : مع ركاكة مثل نقضت الحجر من مكانه... الخ (٢) .

يمكن أن يقال : إن كون الحجر في المكان عرض قائم به - من مقولة الأين - فله وجود وعدم ، والمفروض أن صدق النقيض والناقض عليهما شائع ، فجعل الحجر في المكان ايجاد لتلك المقولة ، ورفعه عنه إعدام لها ، سواء لوحظ الوجود والعدم بالاضافة إلى نفس المقولة - وهما وجودها وعدمها المحمولي - أو لوحظا بالاضافة إلى ثبوتها للحجر - وهما وجودها الرابط وعدمه - فرفع الكون في المكان نقيض وجودها المحمولي ، ورفع الحجر عن المكان نقيض وجودها الرابط ، فلا مانع من إطلاق ( نقضت الحجر عن مكانه ) بهذا الاعتبار ، لا باعتبار أنه له مقتضي البقاء فتدبر.

(٢١) قوله قدس سره : نعم لكنه حيث لا انتقاض لليقين... الخ (٣)

حاصله : إن اليقين - باعتبار إبرامه لوثاقته ، أو لارتباطه - وإن كان قابلا لاسناد النقض إليه ، إلا أن هذا المعنى غير محقق في باب الاستصحاب ؛ لأن اليقين متعلق فيه

__________________

(١) يعني : إن اليقين والشك صنفان من نوع الادراك أو نوعان من جنسه ، وحيث أن الادراك باعتبار اليقين يصير قابلا للوثاقة ، فالشك باعتبار قابلية نوعه أو جنسه يصف بالعدم المقابل للملكة.

(٢) الكفاية ٢٨٥ : ٢.

(٣) الكفاية ٢٨٦ : ٢.

۴۳۰۱