ولا يتبعض ، فان كل قدرة بسيطة ، وزيادتها توجب تعدد البسط ، لا تبعض البسيط.
ويمكن ان يقال ان النفس بالاضافة الى معقولاتها كالمادة بالنسبة الى الصورة. فالنفس - بحسب الفطرة الالهية - عقل هيولاني ، وصيرورتها عقلا بالفعل بمعدات لذلك ، فعدم التعقل بالفعل لا لعدم قابلية النفس ، بل لعدم السبب أو المعدّ.
كما ان القوة البدنية المنبثة في العضلات قوة على كل ما يناسب تلك العضلة من قبض وبسط ، ومعرفة الكتابة والخياطة لا توجب شدة قوة اليد ولا زيادتها ، بل معدّة لتأثير السبب وصيرورة ما بالقوة فعليا ، فكذا معرفة العلوم النظرية معدة لفعلية الاستنباط وصيرورة العقل الهيولاني - بالاضافة الى الاحكام الشرعية - عقلا بالفعل ، لا انها تحدث في النفس قوة على معرفة تلك الاحكام ، أو اشتداد قوتها أو زيادتها ، فليس ما وراء النفس - التي هي عقل هيولاني بحسب فطرتها - ملكة اخرى ليقال انها بسيطة وان البسيط لا يتجزئ ، أو انها مسبوقه بالضعف أو النقص لئلا يلزم الطفرة. وهذا طور اخر من الكلام وبالله الاعتصام.
[٧١] قوله قدس سره : إلاّ ان قضية ادلة المدارك... الخ (١) .
فانه الذي جاءه النبأ ، أو تيقن فشك ، أو جاءه الحديثان المتعارضان ، والمفروض قدرته على الأخذ به ودفع معارضاته.
وعدم قدرته على امر اخر اجنبي عن معرفة هذه الاحكام ، غير ضائر بفعلية الاستنباط في مفروض المقام ، فلا موجب لاختصاصه بالمطلق القادر على استنباط بقية الاحكام مع فرض عدم الارتباط بينهما كما لا يخفى.
***
__________________
(١) الكفاية ٤٢٨ : ٢.