لا نقول باشتراطها فلا يتعين الحي ان لم يكن هناك اعلم ، بل يتخير بين الحي والميت. فالتفصيل بين ما اذا كان الميت افضل فيتعين الميت والاّ فيتعين الحي بلا وجه.

[٨٩] قوله قدس سره : استصحاب جواز تقليده في حال حياته... الخ (١) .

ربما يتوهم ان ظنون المجتهد وادراكاته - التي هي موضوع وجوب العمل على طبقها - مما تزول بالموت ، بل عن الوحيد البهبهاني قدس سره زوالها عند النزع ، وانها تزول بالغفلة والنسيان ، فكيف بالموت الذي يصير الذهن معه جمادا لا حسّ فيه.

واجيب عنه وعن امثاله بان القوة العاقلة من قوى النفس الناطقة ، وقد برهن على تجردها وبقائها بعد خراب البدن ، وان القوة المدركة ليست من القوى الجسمانية ، فضلا من ان تكون من الاجسام كما هو ظاهر كلام الوحيد قدس سره.

والتحقيق ان الجسم - بما هو جسم - كل جزء منه يغيب عن الجزء الاخر فضلا عن غيره ، فلا معنى لأن ينال شيئا ويدركه. فتوهم كونه جسما سخيف جدا.

واما كونه جسمانيا أو لا ؟ فنقول :

قد حقق في محله ان العاقلة بما هي مدركة للكليات ربما هي عقل بالفعل لا يحتاج الى مادة جسمانية - لا في ذاته ولا في فعله - فالنفس في اول حدوثها انسان بشري طبيعي يحتاج الى مادة جسمانية ، لكنها عقل هيولاني وبالقوة. فاذا خرجت من القوة الى الفعل ومن المادية الى الصورية وصارت عقلا بالفعل فلا محالة هي غير مرهونة بمادة ، فهي في هذه المرحلة خارجة عن عالم الموادّ ودار الفساد ، فلذا لا خراب لها بخراب البدن.

الاّ ان هذا المقدار من التجرد للقوة العاقلة لا يجدي فيما نحن فيه بل لابد من الالتزام بتجرد قوّتي الخيال والوهم تجردا برزخيا مثاليا ، وذلك من وجهين :

احدهما ان القضايا المدركة للمجتهد وان كانت في حد ذاتها قابلة

__________________

(١) الكفاية ٤٤١ : ٢.

۴۳۰۱