مثل « لا صلاة لجار المسجد إلّا في المسجد » (١) ممّا يعلم أنّ المراد: نفيُ الكمال، بدعوى استعماله في نفي الحقيقة في مثله أيضاً بنحوٍ من العناية، لا على الحقيقة، وإلّا لما دلّ على المبالغة، فافهم (*).

٤ - طريقةالواضعين هي الوضع للصحيح، والشارع لم يتخطَّ عنها

رابعها: دعوى القطع بأنّ طريقة الواضعين وديدنَهم: وضعُ الألفاظ للمركّبات التامّة - كما هو قضيّة الحكمة الداعية إليه - والحاجةُ وإن دعت أحياناً إلى استعمالها في الناقص أيضاً، إلّا أنّه لا يقتضي (٢) أن يكون بنحو الحقيقة، بل ولو كان مسامحة، تنزيلاً للفاقد منزلة الواجد. والظاهر: أنّ الشارع غير متخطٍّ عن هذه الطريقة.

ولا يخفى: أنّ هذه الدعوى وإن كانت غيرَ بعيدة إلّا أنّها قابلة للمنع، فتأمّل.

وجوه القول بالأعم:

وقد استُدلّ للأعمّيّ أيضاً بوجوه:

١ – التبادر

منها: تبادُر الأعمّ.

وفيه: أنّه قد عرفت الإشكال في تصوير الجامع الّذي لابدّ منه، فكيف يصحّ معه دعوى التبادر ؟

٢ - عدم صحّة السلب

ومنها: عدم صحّة السلب عن الفاسد.

وفيه منعٌ ؛ لما عرفت (٣).

__________________

(١) مستدرك الوسائل ٣: ٣٦٥.

(*) إشارة إلى أنّ الأخبار المثبتة للآثار وإن كانت ظاهرة في ذلك، لمكان أصالة الحقيقة، ولازم ذلك كون الموضوع له للأسماء هو الصحيح ؛ ضرورة اختصاص تلك الآثار به، إلّا أنّه لا يثبت بأصالتها كما لا يخفى ؛ لإجرائها العقلاء في إثبات المراد، لا في أنّه على نحو الحقيقة لا المجاز، فتأمّل جيّداً. ( منه قدس‌سره ).

(٢) في هامش « ش »: إلّا أنّها لا تقتضي ظ.

(٣) في الدليل الثاني من أدلّة الصحيحي.

۳۸۳۱