بذلك (١)، وتبادرِه منها قطعاً عند أهل العرف والمحاورة.

ودعوى: « أنّ الإنصاف أنّه لا سبيل لنا إلى ذلك ؛ فإنّ موارد استعمال هذه اللفظة مختلفة، ولا يعلم بما هو مرادف لها في عرفنا، حتّى يستكشف منها ما هو المتبادر منها » (٢).

غير مسموعة ؛ فإنّ السبيل إلى التبادر لا ينحصر بالانسباق إلى أذهاننا ؛ فإنّ الانسباق إلى أذهان أهل العرف أيضاً سبيلٌ.

مفاد كلمة « بل » الإضرابية

وربما يُعدّ ممّا دلّ على الحصر كلمة: « بل » الإضرابيّة.

والتحقيق: أنّ الإضراب على أنحاء:

منها: ما كان لأجل أنّ المُضرَب عنه إنّما أتى به غفلةً، أو سَبقَه به لسانُه، فيضرب بها عنه إلى ماقصد بيانه، فلا دلالة له على الحصر أصلاً، فكأنّه أتى بالمُضرَب إليه ابتداءً، كما لا يخفى.

ومنها: ما كان لأجل التأكيد، فيكون ذكر المُضرَب عنه كالتوطئة والتمهيد لذكر المُضرَب إليه، فلا دلالة له عليه أيضاً.

ومنها: ما كان في مقام الردع وإبطال ما أثبت أوّلاً، فيدلّ عليه*، وهو واضح (٣).

__________________

(١) راجع تاج العروس ٩: ١٢٩.

(٢) هذا ما ادّعاه في مطارح الأنظار ٢: ١١٠.

(*) إذا كان بصدد الردع عنه ثبوتاً. وأمّا إذا كان بصدده إثباتاً - كما إذا كان مثلاً بصدد بيان أنّه إنّما أثبته أوّلاً بوجهٍ لا يصحّ معه الإثبات اشتباهاً ١) - فلا دلالة له على الحصر أيضاً، فتأمّل جيّداً. ( منه قدس‌سره ).

__________________

١) في « ر » ومنتهى الدراية زيادة: منه.

۳۸۳۱