من أن تحصى، مثل الحرارة ؛ فإنّ انتفاء الشمس لا يلزم منه (١) انتفاء الحرارة (٢) ؛ لاحتمال قيام النار مقامها. والأمثلة لذلك كثيرة شرعاً وعقلاً.

الجواب عنه

والجواب: أنّه قدس‌سره إن كان بصدد إثبات (٣) إمكان نيابة بعض الشروط عن بعض في مقام الثبوت وفي الواقع، فهو ممّا لا يكاد ينكر ؛ ضرورة أنّ الخصم يدّعي عدَمَ وقوعه في مقام الإثبات، ودلالةَ القضيّة الشرطيّة عليه.

وإن كان بصدد إبداء احتمال وقوعه، فمجرّد الاحتمال لا يضرّه، ما لم يكن بحسب القواعد اللفظيّة راجحاً أو مساوياً، وليس في ما أفاده ما يثبت ذلك أصلاً، كما لا يخفى.

٢ - انتفاء الدلالات الثلاث عن المفهوم

ثانيها: ا نّه لو دلّ لكان بإحدى الدلالات، والملازمة - كبطلان التالي - ظاهرة.

الجواب عنه وقد أُجيب عنه (٤) بمنع بطلان التالي، وأنّ الالتزام ثابت. وقد عرفت بما لا مزيد عليه ما قيل أو يمكن أن يقال في إثباته أو منعه، فلا تغفل.

٣ - الاستدلال بالآية الشريفة

ثالثها: قوله تبارك وتعالى: ﴿ولاتُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلى الْبِغاءِ إِنْ أرَدْنَ تَحَصُّناً (٥).

__________________

(١) أثبتنا كلمة « منه » من « ق » و « ش ».

(٢) في « ش » ادرجت الجملة المثبتة أعلاه في الهامش نقلاً عن نسخة من الكتاب، وجعل بدلها في المتن هذه العبارة: مثل الشمس ؛ فإنّ انتفاءها لا يستلزم انتفاء الحرارة.

(٣) في « ر »: بصدد بيان.

(٤) في مطارح الأنظار ٢: ٣٣.

(٥) النور: ٣٣.

۳۸۳۱