أمّا المقدّمة ففي بيان أُمور:

الأوّل
[موضوع العلم ومسائله وموضوع علم الأُصول وتعريفه]

موضوع العلم

إنّ موضوع كلّ علم - وهو الّذي يُبحثُ فيه عن عوارضه الذاتيّة، أي بلا واسطة في العروض - هو نفسُ موضوعات مسائله عيناً، وما يتّحد معها خارجاً، وإن كان يغايرُها مفهوماً، تغايُرَ الكلّيّ ومصاديقه، والطبيعيِّ وأفراده.

مسائل العلم

والمسائل عبارةٌ عن جملة من قضايا متشتّتة، جَمَعَها اشتراكُها في الدخل في الغرض الّذي لأجله دُوِّنَ هذا العلم ؛ فلذا قد يتداخل بعضُ العلوم في بعض المسائل ممّا كان له دخلٌ في مهمَّينِ، لأجل كلّ منهما دُوِّنَ علمٌ على حدة، فيصير من مسائل العلمين.

لا يقال: على هذا يمكنُ تداخل عِلْمين في تمام مسائلهما، في ما كان هناك مهمّان متلازمان في الترتّب على جملة من القضايا، لا يكاد يمكن (١) انفكاكهما.

فإنّه يقال: - مضافاً إلى بُعد ذلك بل امتناعه (٢) عادةً - لا يكاد يصحّ لذلك تدوين علْمين وتسميتهما باسمين، بل تدوين علم واحد، يبحث فيه تارةً

__________________

(١) أثبتنا « يمكن » من حقائق الأُصول.

(٢) في نهاية الدراية ١: ٢٨: مع امتناعه.

۳۸۳۱