ومن الواضح أنّ ملاك الحمل لحاظُ (١) نحوِ اتّحادٍ (٢) بين الموضوع والمحمول، مع وضوح عدم لحاظ ذلك في التحديدات وسائر القضايا في طرف الموضوعات، بل لا يُلحظ في طرفها إلّا نفس معانيها، كما هو الحال في طرف المحمولات، ولا يكون حملها عليها إلّا بملاحظة ما هما عليه من نحوٍ من الاتّحاد، مع ما هما عليه من المغايرة ولو بنحوٍ من الاعتبار.
فانقدح بذلك فساد ما جعله في الفصول (٣) تحقيقاً للمقام. وفي كلامه موارد للنظر تظهر بالتأمّل وإمعان النظر.
٤ - كفاية المغايرة المفهوميّة في الحمل وكيفيّة حمل صفاته تعالى عليه
الرابع (٤): لا ريب في كفاية مغايرة المبدأ مع ما يجري المشتقّ عليه مفهوماً، وإن اتّحدا عيناً وخارجاً، فصِدْقُ الصفات - مثل العالم والقادر والرحيم والكريم إلى غير ذلك من صفات الكمال والجلال (٥) - عليه تعالى
__________________
(١) الظاهر: زياردة كلمة « لحاظ » ؛ إذ المناط في صحّة الحمل هو نفس الاتحاد بأحد أنحائه... وليس الحمل تابعاً للحاظ الاتحاد، فحقّ العبارة أن تكون: « إنّ ملاك الحمل نحو من الاتحاد... ». ( منتهى الدراية ١: ٣٣٤ ).
(٢) في « ر »: « لحاظ نحو من الاتّحاد ». وفي « ق »، « ش »، حقائق الأُصول ومنتهى الدراية: « لحاظ بنحو الاتّحاد ». وقال المحقّق المشكيني: فيها ( العبارة )... اغتشاش، وحقّها هكذا: « نحوٍ من الاتحاد ». ( كفاية الأُصول مع حاشية المشكيني ١: ٢٨٩ ). أيضاً يراجع عناية الأُصول ١: ١٦٦.
(٣) الفصول: ٦٢.
(٤) الظاهر من كلمات الأشاعرة: ابتناء اعتبار المغايرة خارجاً بين المبدء والذات، على اعتبار قيام المبدء في صدق المشتق، فانّهم استنتجوا أُموراً، منها: زيادة الصفات على الذات، فكان الأنسب جعل هذا التنبيه من متعلّقات التنبيه الآتي. ( حقائق الأُصول ١: ١٣٦ ).
(٥) لا يخفى: أنّ صفات الجلال هي الصفات السلبيّة، وهي ليست عين الذات، فالظاهر أنّه تفسير للكمال، وليس المراد منه ما هو المصطلح. ( كفاية الأُصول مع حاشية المشكيني ١: ٢٩٢ ).