هذا لو قلنا بأن الخطاب بمثل ﴿يَا أيّها النَّاس اتَّقوا (١) في الكتاب حقيقةً إلى غير النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بلسانه.

وأمّا إذا قيل بأنّه المخاطَب والموجّه إليه الكلام حقيقةً، - وحياً أو إلهاماً -، فلا محيص إلّا (٢) عن كون الأداة في مثله للخطاب الإيقاعيّ ولو مجازاً.

وعليه لا مجال لتوهّم اختصاص الحكم - المتكفّل له (٣) الخطاب - بالحاضرين، بل يعمّ المعدومين فضلاً عن الغائبين.

وصل (٤)
[ ثمرة عموم الخطابات الشفاهيّة ]

ربما قيل: إنّه يظهر لعموم الخطابات الشفاهيّة للمعدومين ثمرتان (٥):

الثمرة الأُولى والإشكال عليها

الأُولى: حجّيّة ظهور خطابات الكتاب لهم كالمشافهين.

وفيه: أنّه مبنيٌّ على اختصاص حجّيّة الظواهر بالمقصودين بالإفهام، وقد حُقّق عدم الاختصاص بهم.

__________________

(١) الحج: ١.

(٢) الظاهر: زيادة كلمة « إلّا ». ( منتهى الدراية ٣: ٥٩٩ ).

(٣) المناسب: به.

(٤) أدرجنا ما هو المثبت في الأصل، وفي طبعاته: فصل. قال في منتهى الدراية ٣: ٦٠٠ الأولى: تبديل « الفصل » بعنوان... « تذنيب » أو « تكملة » ؛ إذ هو ثمرة لما قبله ومن توابعه.

(٥) ذكرهما المحقّق القمي في القوانين ١: ٢٣٣، وانظر الفصول: ١٨٤، ومطارح الأنظار ٢: ١٩٤ - ١٩٨.

۳۸۳۱