ولعلّه لِتوهُّم كونِ قصده بما هو في غيره من خصوصيّات الموضوع له أو المستعمل فيه، والغفلةِ عن (١) أنّ قصد المعنى من لفظه على أنحائه لا يكادُ يكونُ من شؤونه وأطواره، وإلّا فليكن قصده بما هو هو وفي نفسه كذلك. فتأمّل في المقام، فإنّه دقيقٌ وقد زلّ فيه أقدام غير واحدٍ من أهل التحقيق والتدقيق.

الثالث
[ استعمال اللفظ في ما يناسب معناه ]

قولان في المسألة

صحّة استعمال اللفظ في ما يناسبُ ما وضع له هل هو (٢) بالوضع أو بالطبع ؟

الأظهر أنّ صحة الاستعمال المجازي إنماهي بالطبع

وجهان، بل قولان (٣)، أظهرهما أنّه (٤) بالطبع ؛ بشهادة الوجدان بحُسن الاستعمال فيه ولو مع مَنْعِ الواضع عنه، وباستهجان الاستعمال في ما لا يناسبه ولو مع ترخيصه، ولا معنى لصحّته إلّا حسنه (٥).

والظاهرُ أنّ صحّة استعمال اللفظ في نوعه أو مثله من قبيله. كما تأتي الإشارة إلى تفصيله (٦).

__________________

(١) أثبتنا الكلمة من « ق » و « ش » وفي غيرهما: من.

(٢) في « ق » و « ش »: هي.

(٣) ذهب الى القول الأول المحقق القمي في قوانينه ١: ٦٤ وحكي عن الجمهور أيضاً. ( شرح كفاية الأُصول، للشيخ عبد الحسين الرشتي ١: ١٤ ). واختار الثاني صاحب الفصول في فصوله: ٢٥.

(٤) كذا في الأصل وطبعاته، واستظهر في هامش « ق » أن تكون الكلمة « أنها ».

(٥) لما كان بخير البرهان على صحته شهادة الوجدان بحسه فالاولى أن يقال ولامعنى لحسنه الاصحته ( منتهى الدراية ١ ٥٥.

(٦) في الأمر الرابع.

۳۸۳۱