هذا كلّه مضافاً إلى أنّه لم يقل أحد من الأصحاب بتوسعة الميقات بهذا المقدار فلا تعارض ولا تنافي في البين ، فإنّ الأخبار الدالّة على التوسعة إنّما تدل على توسعة الوادي لا توسعة الميقات ، وإلّا فالميقات أضيق من ذلك ، وأوّله المسلخ وإن سمي قبله بالعقيق أيضاً.
ثانيهما : من حيث المنتهي ، ففي جملة من الأخبار أنّ منتهى العقيق غمرة :
منها : صحيحة عمر بن يزيد قال : «وقّت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لأهل المشرق العقيق نحواً من بريد ، ما بين بريد البعث إلى غمرة» (١).
وفي التهذيب «نحواً من بريدين» (٢) وهو الصحيح.
ويستفاد منها ومن غيرها من الرّوايات أنّ مسافة العقيق بريدان ، وأنّه ما بين بريد البعث إلى غمرة ، فيتحد مضمونها مع ما تضمنته صحيحة معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «آخر العقيق بريد أوطاس ، وقال بريد البعث دون غمرة ببريدين» (٣) ويظهر منها أنّ بريد أوطاس اسم آخر لغمرة.
ومنها : صحيحة أُخرى لمعاوية بن عمار قال : «أوّل العقيق بريد البعث وهو دون المسلخ بستّة أميال ممّا يلي العراق ، وبينه وبين غمرة أربعة وعشرون ميلاً بريدان» (٤).
ويعارضها ما دلّ على أنّ آخر العقيق ذات عرق كصحيحة أبي بصير المتقدّمة (٥) المصرحة بذلك.
وتدلّ على ذلك أيضاً معتبرة إسحاق بن عمار الدالّة على أنّ الصادق عليهالسلام أحرم من ذات عرق بالحج (٦).
__________________
(١) الوسائل ١١ : ٣٠٩ / أبواب المواقيت ب ١ ح ٦.
(٢) التهذيب ٥ : ٥٦ / ١٧٠.
(٣) الوسائل ١١ : ٣١٢ / أبواب المواقيت ب ٢ ح ١.
(٤) الوسائل ١١ : ٣١٢ / أبواب المواقيت ب ٢ ح ٢.
(٥) في ص ٢٢٣.
(٦) الوسائل ١١ : ٣٠٣ / أبواب أقسام الحجّ ب ٢٢ ح ٨.