المراد به هو اليشكري الثقة ، لأنّه المعروف ولديه كتاب ، وهذا الاسم عند الإطلاق ينصرف إليه ، وأمّا الكلبي فغير معروف في الرواة وليس له كتاب حتّى أنّ الشيخ لم يذكره.

وأمّا الحسن بن محمّد فالظاهر أنّه الحسن بن محمّد بن سماعة الموثق بقرينة روايته عن محمّد بن زياد وهو ابن أبي عمير ، لكثرة رواياته عنه.

وفي بعض الأخبار أنّ أوّل العقيق قبل المسلخ ، كمعتبرة معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «أوّل العقيق بريد البعث وهو دون المسلخ بستّة أميال ممّا يلي العراق» (١) وكذا يستفاد من صحيح عمر بن يزيد «وقّت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لأهل المشرق العقيق نحواً من بريدين ما بين بريد البعث إلى غمرة» (٢) وبريد البعث دون المسلخ أي قبله ، كما فسّره بذلك في رواية معاوية بن عمار المتقدّمة فيتحقق التنافي بين الأخبار.

ويجاب عن ذلك بأنّ هذه الرّوايات تدل على إطلاق اسم العقيق على قبل المسلخ وذلك أعم من جواز الإحرام منه ، إذ لا ملازمة بين إطلاق اسم العقيق على مكان خاص وجواز الإحرام منه ، لإمكان اختصاص جواز الإحرام بموضع خاص من وادي العقيق.

وتؤكّد ما ذكرنا صحيحة معاوية بن عمار «فإنّه وقّت لأهل العراق ولم يكن يومئذ عراق ، بطن العقيق من قبل أهل العراق» (٣) فيعلم أنّ تمام وادي العقيق ليس بميقات وإنّما الميقات بطنه ، فتكون هذه الصحيحة مقيّدة لإطلاق ما دلّ على أنّ وادي العقيق ميقات. وقد يؤيّد ما ذكرنا نفس التسمية بالمسلخ باعتبار تجرّد الحاج وتسلخه من الثياب في هذا المكان.

__________________

(١) الوسائل ١١ : ٣١٢ / أبواب المواقيت ب ٢ ح ٢.

(٢) الوسائل ١١ : ٣٠٩ / أبواب المواقيت ب ١ ح ٦.

(٣) الوسائل ١١ : ٣٠٧ / أبواب المواقيت ب ١ ح ٢.

۵۵۴