ان كانت اكتست البيضة الجلد الغليظ فلا بأس بها» (١).
__________________
(١) وسائل الشيعة ١٦ : ٤٤٨ الباب ٣٣ من أبواب الأطعمة المحرمة الحديث ٦.
ومن جملة روايات المسألة ما رواه الشيخ الكليني في الكافي ٦ : ٢٥٦ بسنده الى ابي حمزة الثمالي قال : «كنت جالسا في مسجد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم اذ اقبل رجل فسلّم فقال : من أنت يا عبد الله؟ قلت : رجل من اهل الكوفة. فقلت : ما حاجتك فقال لي : أتعرف ابا جعفر محمد بن علي عليهما السّلام فقلت : نعم فما حاجتك إليه؟ قال : هيّأت له اربعين مسألة أسأله عنها فما كان من حق أخذته وما كان من باطل تركته ، قال ابو حمزة : فقلت له : هل تعرف ما بين الحق والباطل؟ قال : نعم ، فقلت له : فما حاجتك إليه اذا كنت تعرف ما بين الحق والباطل؟! فقال لي : يا اهل الكوفة انتم قوم لا تطاقون اذا رأيت ابا جعفر عليهالسلام فاخبرني فما انقطع كلامي معه حتى اقبل ابو جعفر عليهالسلام وحوله اهل خراسان وغيرهم يسألونه عن مناسك الحج فمضى حتى جلس مجلسه وجلس الرجل قريبا منه. قال ابو حمزة : فجلست حيث اسمع الكلام وحوله عالم من الناس ، فلما قضى حوائجهم وانصرفوا التفت الى الرجل فقال له : من انت؟ قال : انا قتادة بن دعامة البصري فقال له ابو جعفر عليهالسلام : أنت فقيه اهل البصرة؟ قال : نعم ، فقال له ابو جعفر عليهالسلام : ويحك يا قتادة ان الله عز وجل خلق خلقا من خلقه فجعلهم حججا على خلقه فهم اوتاد في ارضه ، قوّام بأمره ، نجباء في علمه ، اصطفاهم قبل خلقه أظلة عن يمين عرشه ، قال : فسكت قتادة طويلا ثم قال : اصلحك الله والله لقد جلست بين يدي الفقهاء وقدّام ابن عباس فما اضطرب قلبي قدّام واحد منهم ما اضطرب قدامك قال له ابو جعفر عليهالسلام : ويحك أتدري أين أنت؟ أنت بين يدي ﴿بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ* رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ﴾ [النور : ٣٦ ـ ٣٧] فانت ثمّ ونحن اولئك. فقال له قتادة : صدقت والله جعلني الله فداك والله ما هي بيوت حجارة ولا طين. قال قتادة : فاخبرني عن الجبن ، قال : فتبسم ابو جعفر عليهالسلام ثم قال : رجعت مسائلك الى هذا؟ قال : ضلت عليّ فقال : لا بأس به فقال : انه ربما جعلت فيه انفحة الميت قال : ليس بها بأس ان الانفحة ليس لها عروق ولا فيها دم ولا لها عظم انما تخرج من بين فرث ودم. ثم قال : وانما الانفحة بمنزلة دجاجة ميتة اخرجت منها بيضة فهل تؤكل تلك البيضة فقال قتادة : لا ولا آمر بأكلها فقال له ابو جعفر عليهالسلام : ولم؟ فقال : لأنها من الميتة ، قال له : فان حضنت تلك البيضة فخرجت منها دجاجة أتأكلها؟ قال : نعم ، قال : فما حرّم عليك البيضة وحلّل لك الدجاجة ...»