النكتة فيه ـ مع ظهور إباحته ـ الإشارة إلى مساواة ما ذكر له في الإباحة، والتنبيه على أنّ الأقارب المذكورين والصديق ينبغي جعلهم كالنفس في أن يحبّ لهم ما يحبّ لها، ويكره لهم ما يكره لها، كما جعل بيوتهم كبيته.
وقيل: هو بيت الأزواج والعيال (١).
وقيل: بيت الأولاد (٢) لأنّهم لم يُذكروا في الأقارب مع أنّهم أولى منهم بالمودّة والموافقة، ولأنّ ولد الرجل بعضه وحكمه حكم نفسه وهو وماله لأبيه (٣) فجاز نسبة بيته إليه. وفي الحديث « إنّ أطيب ما يأكل الرجل من كسبه، وإنّ ولده من كسبه » (٤).
والمراد بـ ( ما ملكتم مفاتحه ) ما يكون عليها وكيلاً أو قيّماً يحفظها. واُطلق على ذلك ملك المفاتح؛ لكونها في يده وحفظه، روى ذلك ابن أبي عمير مرسلاً عن الصادق عليهالسلام (٥) وقيل: هو بيت المملوك (٦).
والمعنيّ في قوله: ( أو صديقكم ) بيوت صديقكم على حذف المضاف، والصديق يكون واحداً وجمعاً، فلذلك جمع البيوت. ومثله الخليط.
__________________
(١) قاله الطبرسي في مجمع البيان ٤: ١٥٦، والفخر الرازي في تفسيره ٢٤: ٣٦.
(٢) قاله الزمخشري في الكشّاف ٣: ٢٥٦، ونسبه الفخر في تفسيره المتقدّم نفس الموضع إلى ابن قتيبة.
(٣) كما ورد في الحديث عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في الوسائل ١٢: ١٩٥ ـ ١٩٧، الباب ٧٨ من أبواب ما يكتسب به، الأحاديث ١ و ٨ و ٩.
(٤) المستدرك ١٣: ٩، الباب الأوّل من أبواب مقدّمات التجارة، الحديث ١٢.
(٥) الوسائل ١٦: ٤٦٥، الباب ٢٤ من أبواب المائدة، الحديث ٥.
(٦) قاله الطبرسي في مجمع البيان ٤: ١٥٦، والراوندي في فقه القرآن ٢: ٣٣.