المعنى الظاهر، وهو فري الأعضاء المخصوصة. أو يقال: إنّ إضافة المصادر تخالف إضافة الأفعال؛ للاكتفاء فيها بأدنى ملابسة، ولهذا صحّ « ولله على الناسِ حِجُّ البيت » و « صومُ رمضان » ولم يصحّ « حَجّ البيتُ » و « صام رمضانُ » بجعلهما فاعلين.

وربما أعربها بعضهم (١) بالنصب على المصدر، أي ذكاته كذكاة اُمّه، فحُذف الجارّ ونُصب مفعولاً. وحينئذٍ فتجب تذكيته كتذكيتها.

وفيه مع التعسّف، مخالفته لرواية الرفع، دون العكس؛ لإمكان كون الجارّ المحذوف « في » أي داخلة في ذكاة اُمّه جمعاً بين الروايتين، مع أنّه الموافق لرواية أهل البيت عليهم‌السلام وهم أدرى بما في البيت، وهو في أخبارهم كثير صريح فيه. ومنه قول الصادق عليه‌السلام وقد سُئل عن الحُوار (٢) تُذكّى اُمّه أيؤكل بذكاتها ؟ فقال: « إذا كان تامّاً ونبت عليه الشعر فكل » (٣) وعن الباقر عليه‌السلام أنّه قال في الذبيحة تذبح وفي بطنها ولد، قال: « إن كان تامّاً فكله فإنّ ذكاته ذكاة اُمّه، وإن لم يكن تامّاً فلا تأكله » (٤).

وإنّما يجوز أكله بذكاتها ﴿ إذا تمّت خلقته وتكاملت أعضاؤه وأشعر أو أوبر، كما دلّت عليه الأخبار (٥) ﴿ سواء ولجته الروح أو لا، وسواء اُخرج ميّتاً

__________________

(١) قال صاحب العوالي في ذيل الرواية: وروي بالنصب. عوالي اللآلئ ٢: ٣٢٣، ذيل الحديث ١٧.

(٢) بضمّ الحاء وقد تكسر: ولد الناقة.

(٣) الوسائل ١٦: ٢٦٩، الباب ١٨ من أبواب الذبائح، الحديث الأوّل.

(٤) نفس المصدر: الحديث ٦.

(٥) راجع نفس المصدر: الأحاديث ٢ و ٣ و ٥ و ١١ و ١٢ وغيرها.

۵۷۲۱