وَأمَّا تَنْكِيرُهُ فَلِلْاَفْرَادِ نَحْوُ ـ وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى، أَو النَّوْعِيَّةِ نَحْوُ ـ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ، أَوِ التَّعْظِيمِ أَوِ التَّحْقِيرِ كَقَوْلِهِ: لَهُ حَاجِبٌ فِي كُلِّ أَمْر يَشِينُهُ * وَلَيْسَ لَهُ عَنْ طَالِبُ
[وأما تنكيره] أي تنكير المسند إليه [فللافراد] أي للقصد إلى فرد مما يقع عليه اسم الجنس [نحو ـ وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى ـ أو النوعية] أي للقصد إلى نوع منه [نحو ـ وعلى أبصارهم غشاوة] أي نوع من الأغطية، وهو غطاء التعامى عن آيات الله تعالى، وفي المفتاح أنه للتعظيم، أي غشاوة عظيمة [أو التعظيم أو التحقير كقوله(١) له حاجب] أي مانع عظيم [في كل أمر يشينه] أي يعيبه [وليس له عن طالب
__________________
قومى هُمُ قَتلوا أُمَيْمَ اخى
فإذا رميتُ يصيبنى سهمى
فلم يصرح بأسمائهم اتقاء لنفرتهم منه، وبعدا عن التصريح بذمهم.
تطبيقات على التعريف بالاضافة:
١ـ بَنُو مَطَر يَوْمَ اللِّقاءِ كأنهم
اسودٌ لها في غيل خَفَّانَ أَشْبُلُ
٢ـ قوله تعالى ـ ﴿إنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ﴾ فالاضافة في الأول للاغناء عن تفصيل متعذر، وفي الثاني لتعظيم شأن المضاف.
أمثلة أخري:
١ـ أبوك حُبَابٌ سَارقُ الضَّيْفِ بُرْدَهُ
وجَدِّيَ يَا حَجَّاجُ فَارسُ شَمَّرَا
٢ـ قوله تعالى ـ ﴿إنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ﴾.
(١) البيت لأبي الطمحان حنظلة بن الشرقى مولى بن أبي السمط من الشعراء المخضرمين.
تطبيقات على تنكير المسند إليه:
١ـ وَلِلّهِ مِنِّى جَانِبٌ لاَ أُضِيعُهُ
وَلِلَّهْوِ مِنِّى وَالْخَلاَعَة جانبُ
٢ـ وَفي السَّمَاء نُجُومٌ لاَ عَدادَ لَهَا
وَلَيْسَ يُكْسَفُ إلاَّ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ
نكر المسند إليه في البيت الأول ـ وهو جانب ـ للتعظيم في أوله والتحقير في آخره، وفي البيت الثاني وهو ـ نجوم ـ للدلالة على التكثير.