وَوَجْهُهُ ما يَشتَرِكانِ فِيهِ تَحْقِيقِيّاً أَوْ تَخْيِيلِيّاً، وَالمرَادُ بالتَّخْيِيلِيِّ نَحْوُ ما فِي قَوْلِهِ:

وَكَأَنَّ النُّجُومَ بَيْنَ دُجَاهُ

سُنَنٌ لاَحَ بَيْنَهُنَّ ابْتَدَاعُ

فَإنَّ وَجْهَ الشَّبَهِ فِيهِ هُوَ الْهَيْئَةُ الْحَاصِلَةُ مِنْ حُصُولِ أَشْيَاء


هما من الوجدانيات المدركة بالقوي الباطنة، كالشبع والجوع والفرح والغم والغضب والخوف وما شاكل ذلك، والمراد ههنا اللذة والألم الحسيان، وإلا فاللذة والألم العقليان من العقليات الصرفة.

[ووجهه]

أي وجه الشبه [ما يشتركان فيه] أي المعنى الذي قُصِدَ اشتراك الطرفين فيه، وذلك إن زيدا والأسد يشتركان في كثير من الذَّاتِيَّاتِ وغيرها كالحيوانية والجسمية والوجود وغير ذلك، مع أن شيئا منها ليس وجه الشبه، وذلك الاشتراك يكون [تحقيقيا أو تخييليا، والمراد بالتخييلى] ألاَّ يوجد ذلك المعنى في أحد الطرفين أو في كِلَيْهِمَا إلا على سبيل التخييل والتأويل [نحو ما في قوله: وكأن النجوم بين دجاه] جمع دُجْيَة وهي الظلمة، والضمير لِلَّيْلِ، وروي ـ دجاها ـ والضمير للنجوم [سنن لاح بينهن ابتداع(١) فإن وجه الشبه فيه] أي في هذا التشبيه ]هو الهيئة الحاصلة من حصول أشياء

__________________

(١) البيت للقاضي التَّنُوخي، وهو أبو القاسم علي بن محمد من شعراء الدولة العباسية.

۵۲۰۱