وَأَمَّا الْوَصْلُ لِدَفْعِ الاْيهَامِ فَكَقَوْلِهِمْ ـ لاَ وَأَيدكَ اللهُ.


أي هم نحن(١).

ولما فرغ من بيان الأحوال الأربعة المقتضية للفصل شرع في بيان الحالتين المقتضيتين للوصل فقال [وأما الوصل لدفع الايهام فكقولهم ـ لا وأيدك الله] فقولهم ـ لا ـ رَدٌّ لكلام سابق، كما إذا قيل: هل الأمر كذلك؟ فيقال: لا، أي ليس الأمر كذلك، فهذه جملة إخبارية، وأيدك الله جملة إنشائية دعائية، فبينهما كمال الانقطاع، لكِنْ عُطِفَتْ عليها، لأن ترك العطف يُوهِمُ أنه دعاء على المخاطب بعدم التأييد، مع أن المقصود الدعاء له بالتأييد، مع أن المقصود الدعاء له بالتأييد، فأينما وقع هذا الكلام فالمعطوف عليه هو مضمون قولهم ـ لا ـ وبعضهم لَمَّا لمْ يَقِفْ على المعطوف عليه في هذا الكلام نقل عن الثَّعَالبِيِّ حكايةً مشتملة على قوله ـ قُلْتُ لا وأيدك الله ـ وزعم أن قوله ـ وأيدك الله ـ عَطْفٌ على قوله ـ قلت ـ ولم يعرف أنه لو كان كذلك لم يدخل الدعاء تحت القول(٢) وأنه لولم يَحْكِ الحكاية(٣) فَحِينَمَا قال للمخاطب ـ لا وأيدك

__________________

(١) بخلاف قول من يجعل المخصوص مبتدءا والجملة قبله خبره.

تطبيقات على الفصل لشبه كمال الاتصال:

١ـ وما عَفَتِ الرياحُ له مَحَلاًّ

عَفَاهُ مَن حَدَا بِهِمُ وساقاً

٢ـ لا تُنْكِرِي عَطَلَ الكريم من الغنى

فالسَّيْلُ حَرْبٌ للمكان العالِى

٣ـ أرى بَصَرِى عن كُلِّ يوم وليلة

يَكِلُّ وخَطْوِى عن مَدَي الْخَطْوِ يَقْصُرُ

ومن يصحب الأيامَ تسعين حِجَّةً

يُغَيِّرْنَهُ والدهر لا يَتَغَيَّرُ

فصل في الأول لأنه لما نفي الفعل الموجود عن الرياح كان مَظنَّةَ أن يسأل عن الفاعل، وكذلك الفصل في الثاني والثالث، إلا أن الاستئناف فيهما حصل بالفاء والواو، فالواو في الثالث للاستئناف لا للعطف.

(٢) مع أن المقصود دخوله فيه.

(٣) هي قوله ـ قلت:

تطبيقات على الوصل لدفع الايهام:

١ـ من ذلك ما روى أن الرشيد سأل وزيره عن شيء فقال: لا، وأيد الله الخليفة. ٢ـ ومر أبو بكر برجل في يده ثوب فقال له: أتبيع هذا؟ فقال: لا يرحمك الله، فقال له: لا تقل هكذا، وقل: لا ويرحمك الله.

۵۲۰۱