كما في ـ رُبما يَودُّ الذينَ كَفَرُوا، أَوْ لاِستحضارِ الصُّورَةِ كما في قَوْلِهِ تعالي ـ فَتُثِيرُ سَحَاباً ـ إستحضاراًلِتِلْكَ الصُّورَةِ البدِيعَةِ الدَّالَّةِ عَلَى الْقُدْرَةِ الباهِرَةِ.

وَأَمَّا تَنْكِيرُهُ فَلإرادَةِ عَدَم الْحَصْرِ وَالعَهْدِ،


التأويل، كأنه قيل: قد انقضى هذا الأمر، لكنك ما رأيته ولو رأيته لرأيت أمرا فظيعا [كما] عدل عن الماضى إلى المضارع [في ـ ربما يود الذين كفروا] لتنزيله منزلة الماضى لصدوره عمن لا خلاف في إخباره، وإنما كان الأصل ههنا هو الماضى، لأنه قد التزم ابن السَّرَّاج وأبو على في الإيضاح أنَّ الفعل الواقع بعد رُبَّ المكفوفة بما يجب أن يكون ماضيا، لأنها للتقليل في الماضى، ومعنى التقليل ههنا أنه تُدْهِشُهُمْ أهوال القيامة فَيَبْهَتُونَ، فإن وجدت منهم إفَاقَةٌ مَا تَمَنَّوا ذلك، وقيل هي مستعارة للتكثير أو للتحقيق، ومفعول ـ يَوَدُّ ـ محذوف لدلالة ـ لوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ ـ عليه، ولو للتمنى حكاية لِوَدَادَتِهُمْ، وأمَّا على رأي من جعل ـ لو ـ التي للتمنى حرفا مَصْدَرِيّاً فمفعول ـ يود ـ هو قوله ـ لو كانوا مسلمين ـ [أو لاستحضار الصورة] عَطْفٌ على قوله ـ لتنزيله ـ يعنى أن العدول إلى المضارع في نحو ـ ولو تري ـ إمَّا لما ذكر، وإمَّا لاستحضار صورة رؤية الكافرين موقوفين على النار، لأن المضارع مما يدل على الحال الحاضر الذي من شأنه أن يُشَاهَدَ، كأنه يستحضر بلفظ المضارع تلك الصورة ليشاهدها السامعون، ولا يفعل ذلك إلا في أمر يهتم بمشاهدته لغرابته أو فظاعته أو نحو ذلك [كما في قوله تعالى ـ فتثير سحابا] بلفظ المضارع بعد قوله تعالى ﴿اللهُ الَّذِي أرْسَلَ الرِّيَاحَ [استحضاراً لتلك الصورة البديعة الدالة على القدرة الباهرة] يعني صُوَرَةَ إثَارَةِ السحاب مسخرا بين السماء والأرض على الكيفيات المخصوصة والانقلابات المتفاوتة.

[وأما تنكيره] أي تنكير المسند [فلارادة عدم الحصر والعهد] الدَّالِّ عليهما

۵۲۰۱