وَغَيْرِ الْمُفْسِدِ، كَقَوْلِهِ:

* وأعْلَمُ عِلْمَ الْيَوْمِ وَالاْمْسِ قَبْلَهُ *

الْمُسَاوَاةُ: نَحْوُ ـ وَلاَ يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّىءُ إلاَّ بِأَهْلِهِ ـ وَقَوْلِهِ:

فَإنَّكَ كاللَّيْلِ الَّذِي هُوَ مُدْرِكِي

وإنْ خِلَتُ أنَّ المُنْتأَي عَنْكَ وَاسِعٌ


إلى المال دائما، فإن بذله حينئذ أفضل مما إذا تيقن بالموت وتخليف المال، وغاية اعتذاره ما ذكره الإمام ابن جِنِّي، وهو أن في الخلود وتَنَقُّلِ الأحوال فيه من عُسْر إلى يُسْر ومن شدة إلى رخاء ما يُسَكِّنُ النفوس ويُسَهِّلُ الْبُوسَ، فلا يظهر لبذل المال كثير فضل [و] عن الحشو [غير المفسد] للمعنى [كقوله:

وأعلم علم اليوم والأمس قبله]

ولكنَّنِى عن علم ما في غَد عَمِى(١)

فلفظ ـ قبله ـ حشو غير مفسد، وهذا بخلاف ما يقال أبصرته بعينى وسمعته بأذنى وكتبته بيدى في مقام يفتقر إلى التأكيد(٢).

[المساواة]

قدمها لأنها الأصل الْمَقِيسُ عليه [نحو ـ ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله ـ وقوله:

فإنك كالليل الذي هو مدركى

وإن خلت أن المنتأي عنك واسع(٣)]

أي مَوْضِعَ العبد عنك ذو سَعَة، شبهه في حال سخطه وهَوْلِهِ بالليل، قيل في الآية حَذْفُ المستثنى منه وفي البيت حذف جواب الشرط، فيكون كل منهما إيجازاً

__________________

(١) هو لزهير بن أبي سُلْمَى من شعراء الجاهلية، وقد قيل إنه لا حشو فيه، لأن أل في الأمس للاستغراق، والاتيان بالظرف بعده للتنصيص عليه، كما في قوله تعالى ﴿وَلاَ طَائِر يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ.

(٢) فهو يدفع احتمال أن يكون الابصار بالقلب، وأن يكون سمعته بمعنى علمته، وأن يكون كتبته بمعنى أمرت بكتابته.

(٣) هو للنابغة الذُّبْيَانِيِّ من قصيدة له في الاعتذار إلى النعمان بن المنذر.

۵۲۰۱