عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ ومُلْكِ لا يُبْلى ـ فَإنْ وِزَانَهُ وِزَانُ ـ عُمَرَ ـ في قَوْلِهِ:

* أَقْسَمَ بِاللهِ أَبُو حَفْص عُمَرْ *

وَأَمَّا كَوْنُها كالْمُنْقَطِعَةِ عَنْها فَلِكَوْنِ عَطْفِهَا عَلَيْهَا مُوهِماً لِعَطْفِهَا عَلَى غَيْرِهَا، وَيُسَمَّى الْفَصْلُ لِذلِكَ قطْعاً. مِثَالُهُ:


على شجرة الخلد وملك لا يبلى ـ فإن وزانه] أي وزان ـ قال يا آدم [وزان عمر في قوله:

أقسم بالله أبو حفص عمر]

* مَا مَسَّهَا من نَقَب ولا دَبَرْ *(١)

حيث جعل الثاني بيانا وتوضيحا للأول، فظهر أن ليس لفظ ـ قال ـ بيانا وتفسير اللفظ ـ وسوس ـ حتى يكون هذا من باب بيان الفعل لا من بيان الجملة، بل الْمُبَيَّنُ هو مجموع الجملة.

[وأما كونها] أي الجملة الثانية [كالمنقطعة عنها] أي عن الأولى [فلكون عطفها عليها] أي عطف الثانية على الأولى [موهما لعطفها على غيرها] مما ليس بمقصود، وشُبِّهَ هذا بكمال الانقطاع باعتبار اشتماله على مانع من العطف، إلا أنه لما كان خِارِجِيّاً يمكن دفعه بنصب قرينة لم يجعل هذا من كمال الانقطاع [ويسمى الفصل لذلك قطعا، مثاله:

__________________

(١) نسبه الْمَرْزُبَانِيُّ في معجم الشعراء إلى عبدالله بن كَيْسَبَةَ، وكان قد أتى عمر فشكى له ناقته، وطلب منه أن يستحمله غيرها فلم يصدقه، والنقب ضعف أسفل الْخُفِّ أو الحافر، والدبر جراحة الظهر.

تطبيقات على الفصل لكمال الاتصال:

١ـ قوله تعالى ـ ﴿وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللهِ الَّذِي أتْقَنَ كُلَّ شَيء إنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ.

٢ـ كَفَى زَاجِراً للمرء أيامُ دَهْرِهِ

تَرُوحُ لَهُ بِالْوَاعِظَاتِ وَتَغْتَدِي

فصل قوله ـ تحسبها ـ عما قبله لأنه بدل اشتمال منه، وفصلت جملة ـ تروح ـ لأنها بيان لما قبلها.

أمثلة أخري:

١ـ قوله تعالى ـ ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إنْ هُوَ إلاَّ وَحْيٌ يُوحى.

٢ـ إنما الناسُ كالسَّوَائم في الرِّزْ

قِ سواءٌ جَهُولُهُمْ والحليمُ

۵۲۰۱