قِيلَ وَمِنَ الْكَرَاهَةِ فِي السَّمْعِ نَحْوُ:

*كَرِيمُ الجِرِشَّى شَرِيفُ النَّسَبْ*

وَفِيه نَظَرٌ:

وَفِي الكَلاَمِ خُلُوصُهُ مِنْ ضَعْفِ التَّألِيفِ وَتَنَافُر الكَلَماتِ وَالتّعقِيدِ مَعَ فَصاحَتِها،


[قيل] فصاحة المفرد خلوصه مما ذكر [ومن الكراهة في السمع] بأن تكون اللفظة بحيث يَمُجُّهَا السمع، ويتبرأ عن سماعها [نحو] الجرشي في قول أبي الطَّيِّب(١).

مبارَكُ الاسم أغَرُّ اللَّقَبْ

كريمُ الْجِرِشَّى شريفُ النَّسَبْ

[كريم الجرشى] أي النفس [شريف النسب] والأغر من الخيل الأبيض الجبهة، ثم استعير لكل واضح معروف [وفيه نظر] لأن الكراهة في السمع إنما هي من جهة الغرابة المفسرة بالوحشية، مثل تَكَأْكَأْتُمْ وَافْرَنْقِعُوا ونحو ذلك، وقيل لأن الكراهة في السمع وعدمها يرجعان إلى طِيبِ النَّغَمِ وعدم الطِّيبِ لا إلى نفس اللفظ، وفيه نظر للقطع باستكراه الجرشى دون النفس مع قطع النظر عن النغم.

[و] الفصاحة [في الكلام خلوصه من ضعف التأليف وتنافر الكلمات والتعقيد مع فصاحتها] هو حال من الضمير في خلوصه، واحترز به عن مثل زيد أَجْلَلُ وشعره مُسْتَشْزِرٌ، وأنفه مُسَرجٌ، وقيل هو حال من الكلمات ولو ذكره بجنبها لسلم من الفصل بين الحال وذِيهَا بالأجنبى، وفيه نظر، لأنه حينئذ يكون قيدا للتنافر لا للخلوص،

__________________

(١) هو أحمد بن الحسين الكندى المعروف بالمتنبى من شعراء الدولة العباسية.

۵۲۰۱