وَيَجُوزُ التَّشْبِيهُ أَيْضاً، كَتَشْبِيهِ غُرَّةِ الْفَرَسِ بِالصُّبْحِ وعَكْسهِ متَى أُرِيدَ ظُهُورُ مُنير في مُظْلِم أَكْثَرَ مِنْهُ.

وَهُوَ باعْتِبارِ طَرَفِيهِ إمَّا تَشْبِيهُ مُفْرَد بِمَفْرد وَهُمَا غَيرُ مُقيَّدَينِ كَتَشْبِيهِ الخَدِّ بالْوَرْدِ، أَوْ مُقَيَّدَانِ كَقَوْلِهِمْ ـ هُوَ كالرَّاقِمِ عَلَى المَاءِ،


التشبيه إلى التشابه [ويجوز] عند إرادة الجمع بين شيئين في أمر [التشبيه أيضا] لأنهما وإن تساويا في وجه الشبه بحسب قصد المتكلم إلا أنه يجوز له أن يجعل أحدهما مشبها والآخر مشبها به لغرض من الأغراض وسبب من الأسباب، مثل زيادة الاهتمام وكَوْنِ الكلام فيه [كتشبيه غرة الفرس بالصبح وعكسه] أي تشبيه الصبح بغرة الفرس [متى أريد ظهور منير في مظلم أكثر منه] أي من ذلك المنير من غير قصد إلى المبالغة في وصف غرة الفرس بالضياء والانبساط وفَرْطِ التَّلَأْلُؤِ ونحو ذلك، إذ لو قصد ذلك لوجب جعل الغرة مشبها والصبح مشبها به.

أقسامه

[وهو] أي التشبيه [باعتبار الطرفين] المشبه والمشبه به أربعة أقسام: لأنه [إما تشبيه مفرد بمفرد وهما] أي المفردان [غير مقيدين كتشبيه الخد بالورد، أو مقيدان كقولهم] لمن لا يحصل من سعيه على طائل [هو كالراقم على الماء] فالمشبه هو

__________________

٣ـ أنْظُرْ إليه كَزَوْرَق من فِضَّة

قد أثقلته حمولةٌ من عَنْبَرِ

فالغرض في الأول بيان مقدار حال المشبه، وفي الثاني تقرير حاله، وهو تشبيه ضمني، وفي الثالث تزيينه.

أمثلة أخرى:

١ـ ولاح ضوءُ قُمَيْر كاد يفضحنا

مِثْلُ الْقُلامة قَدْ قُدَّتْ من الظُّفُرِ

٢ـ ويا وطنى لَقِيتُكَ بعد يأس

كأنِّي قد لقيتُ بك الشباباً

٣ـ تُزْجِى أغَنَّ كأن إبْرَةَ رَوْقِهِ

قَلَمٌ أصاب من الدَّوَاةِ مِدَادَهَا

۵۲۰۱