مَعْنىً آخَرَ، فَهُوَ أَعَمُّ مِنَ الاِسْتِتْبَاعِ كَقَوْلِهِ:

أُقَلِّبُ فِيهِ أَجْفَانِي كَأَنِّي

أَعُدُّ بِهَا عَلَى الدَّهْرِ الذُّنُوبَا

فَإنَّهُ ضَمَّنَ وَصْفَ اللَّيْلِ بِالطُّولِ الشِّكايَةَ مِنَ الدَّهْرِ.

وَمِنْهُ التَّوْجِيهُ، وَهُوَ إيرَادُ الْكَلاَمِ مُحْتَمِلاً لِوَجْهَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ، كَقَوْلِ مَنْ


كان أو غيره [معنى آخر] هو منصوب مفعول ثان ليضمن، وقد أُسْنِدَ إلى المفعول الأول [فهو] لشموله المدح وغيره [أعم من الاستتباع] لاختصاصه بالمدح [كقوله: أقلب فيه ]أي في ذلك الليل [أجفانى كأنى * أعد بها على الدهر الذنوبا ـ فإنه ضمن وصف الليل بالطول الشكاية من الدهر(١)].

[ومنه] أي ومن المعنوى.

[التوجيه]

ويسمى مُحْتَمِلَ الضِّدَّين [وهو إيراد الكلام محتملا لوجهين مختلفين] أي متباينين مُنَضَادَّيْنِ كالمدح والذم مثلا، ولا يكفى مجرد احتمال معنيين متغايرين(٢) [كقول من

__________________

(١) والبيت للمتنبى من قصيدة له في مدح علي بن سَيَّار.

تطبيقات على الاستتباع والادماج:

١ـ سَمْحُ البديهة ليس يملك لفظَهُ

فكأنَّمَا أَلْفاظُهُ من مَالِهِ

٢ـ قد نَقَضَ العاشقون ما صنع الْـ

ـهَجْرُ بألوانهم على وَرِقِهْ

في الأول استتباع وإدماج، لأنه مدحه بذلاقة اللسان على وجه استتبع مدحه بالكرم، وكل استتباع إدماج، وفي الثاني إدماج فقط، لأنه أراد وصف الْخِيرِيِّ بالصفرة فأدمج فيه الغزل.

(٢) وهذا كاحتمال العين للباصرة والجارية، ولابد أن يكون احتماله لهما على حد سواء ليمتاز بذلك عن التورية السابقة.

۵۲۰۱