فَدَعِ الْوَعِيدَ فَمَا وَعِيدُكَ ضَائِرِى

أَطَنِينُ أَجْنِحَةِ الذُّبَابِ يَضِيرُ

وَقَوْلِهِ:

وَقَدْ كَانَتِ الْبِيْضُ الْقَوَاضِبُ في الْوَغَى

بَواتِرَ فَهِيَ الآنَ مِنْ بَعْدِهِ بُتْرُ

وَمِنْهُ السَّجْعُ، وَهُوَ تَوَاطُؤُ الْفَاصِلَتَيْنِ مِنَ النَّثْرِ عَلَى حَرْف وَاحِد، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِ السَّكَّاكِيِّ هُوَ في النَّثْرِ كالْقَافِيَةِ في الشِّعْرِ،


فدع الوعيد فما وعيدك ضائرى

أطنين أجنحة الذباب يضير(١)]

وهذا فيما يكون الملحق الآخر اشتقاقا وهو ـ ضائري ـ في آخر المصراع الأول [وقوله: وقد كانت البيض القواضب في الوغى *] أي السيوف القواطع في الحرب [بواتر] أي قواطع لحسن استعماله إياها [فهي الآن من بعده بتر(٢)] جَمْعُ أبتر، إذ لم يبق بعده من يستعملها استعماله، وهذا فيما يكون الملحق الآخر اشتقاقا في صدر المصراع الثاني.

[ومنه] أي ومن اللفظى.

[السجع

وهو تواطؤ الفاصلتين من النثر على حرف واحد] في الآخِرِ [وهو معنى قول السكاكى هو] أي السجع [في النثر كالقافية في الشعر] يعنى أن هذا مقصود كلام السكاكى

__________________

(١) هو لعبدالله بن محمد بن عُيَيْنَةَ الْمُهَلَّبِيِّ من شعراء الدولة العباسية.

(٢) البيت لأبي تمام في رثاء محمد بن نَهْشَل، والبتر المقطوعة الفائدة.

تطبيقات على رد العجز على الصدر:

١ـ ولقد أصبح الفؤادُ عليلاً

ليتها بالوصال تَشْفِى عليلاَ

٢ـ زرتُ الدِّيارَ عن الأحِبَّةِ سائلاً

ورجعتُ ذا أسَف ودمع سائل

٣ـ ثلْبُكَ أَهْلَ الفضل قد دَلَّنِي

أنك منقوصٌ ومثلوبُ

في الأول رد العجز على الصدر بالتكرار، وفي الثاني بالجناس، وفي الثالث بالملحق بالجناس.

۵۲۰۱