أَوْ لِحَمْلِ الْمُخَاطَبِ عَلَى المَطْلُوبِ، بِأنْ يَكُونَ مِمَّنْ لاَ يُحِبُّ أَنْ يُكَذِّبَ الطَّالِبَ.

تَنْبِيهٌ

الاْنْشَاءُ كالخَبرِ فِي كَثِير مِمَّا ذُكِرَ فِى الْأَبْوَابِ الخَمْسَةِ السَّابِقَةِ فَلْيَعتَبِرْهُ النَّاظِرُ.


صورة الأمر، وَإنْ قُصِدَ به الدعاء أو الشفاعة [أو لحمل المخاطب على المطلوب بأن يكون ]المخاطب [ممن لا يجب أن يكذب الطالب] أي ينسب إليه الكذب، كقولك لصاحبك الذي لا يحب تكذيبك ـ تأتينى غدا ـ مقام ـ ائتنى ـ تحمله بألطف وجه على الاتيان، لأنه إن لم يأتك غدا صرت كاذبا من حيث الظاهر، لِكَوْنِ كلامك في صورة الخبر.

تنبيه

[الانشاء كالخبر في كثير مما ذكر في الأبواب الخمسة السابقة] يعنى أحوال الاسناد، والمسند إليه، والمسند ومتعلقات الفعل، والقصر [فليعتبره] أي ذلك الْكَثِيرَ الذي يُشَارِكُ فيه الانشاءُ الْخَبَرَ [الناظر] بنور البصيرة في لطائف الكلام، مثلا الكلام الانشائى أيضا إما مُؤكَّدٌ أو غير مؤكد، والمسند إليه فيه إما محذوف أو مذكور، إلى غير ذلك(١).

__________________

أمثلة أخرى:

١ـ ألاَ يا اسْلَمِى يا دارمَيَّ على الْبِلَى

ولا زال مُنْهَلاًّ بِجَرْعَائكَ الْقَطْرُ

٢ـ قوله تعالى ـ ﴿وَإذْ أخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أقَرَرتُم وَأَنْتُم تَشْهَدُونَ.

(١) هذا في الحقيقة هو الذي يرجع إلى علم المعاني من مباحث الانشاء أما الذي سبق من أول الباب إلى هنا فالأولى به علم البيان لا علم المعاني، لأنه يدور على بيان المعاني الحقيقية والمجازية للأنواع الانشائية، وإنما قال ـ في كثير مما ذكر الخ ـ لأن من ذلك ما لا يجرى في الانشاء، كالتأكيد الذي لدفع الشك أو الانكار، لعدم تَأَتِّى هذا فيه.

۵۲۰۱