هذَا بَابٌ.

وَثَالِثُهَا الاْنْتِهَاءُ كَقَوْلِهِ:

وَإنِّي جَدِيرٌ إذْ بَلَغْتُكَ بالْمُنَى

وَأَنْتَ بِمَا أَمَّلْتُ مِنْكَ جَدِيرُ

فَإنْ تُولِنِى مِنْكَ الْجَمِيلَ فَأَهْلُهُ

وَإلاَّ فَإنِّى عَاذِرٌ وَشَكُورُ

وَأَحْسَنُهُ ما آذَنَ بِانْتَهاءِ الْكَلاَمِ كَقَوْلِهِ:


للشاعر عند الانتقال من حديث إلى آخر [هذا باب] فإن فيه نوع ارتباط حيث لم يبتدىء الحديث الآخر بَغْتَةً.

[وثالثها] أي ثالث المواضع التي ينبغي للمتكلم أن يتأنق فيها.

[الانتهاء]

لأنه آخر مَايِعيهِ السمع ويرتسم في النفس، فإن كان حسنا مختارا تلقاه السمع واستلذه حتى جبر ما وقع فيما سبقه من التقصير، وإلا كان على العكس حتى رُبَّمَا انساه المحاسن الْمُورَدَةَ فيما سبق، فالانتهاء الحسن [كقوله: وإني جدير] أي خليق [إذ بلغتك بالمنى *] أي جدير بالفوز بالأمانى [وأنت بما أملت منك جدير ـ فإن تولنى] أي تعطنى [منك الجميل فأهله *] أي فأنت أهل لا عطاء ذلك الجميل [وإلا فإني عاذر] إياك [وشكور(١)] لما صدر عنك من الاصغاء إلى المديح أو من العطايا السالفة [وأحسنه] أي أحسن الانتهاء [ما آذن بانتهاء الكلام] حتى لا يبقى للنفس تَشَوُّفٌ إلى ما وراءه(٢)[كقوله:

__________________

(١) البيتان لأبي نُوَاس في مدح الْخَصِيبِ بن عبدالحميد.

(٢) ويسمى هذا.براعة المقطع

۵۲۰۱