الاْنْشاءُ

إنْ كَانَ طَلَباً اسْتَدْعى مَطْلُوباً غَيْرَ حاصِل وَقْتَ الطَّلَبِ، وَأَنْوَاعُهُ كَثِيرةٌ ـ مِنْها


الانشاء

اعلم أن الانشاء قد يطلق على نفس الكلام الذي ليس لنسبته خارج تطابقه أو لا تطابقه، وقد يقال على ما هو فعل المتكلم، أعنى إلقاء مثل هذا الكلام، كما أن الاخبار كذلك، والأظهر أن المراد ههنا هو الثاني بقرينة تقسيمه إلى الطلب وغير الطلب، وتقسيم الطلب إلى التمنى والاستفهام وغيرهما، والمراد بها معانيها المصدرية لا الكلام المشتمل عليها بقرينة قوله ـ واللفظ الموضوع له كذا وكذا ـ لظهور أن لفظ ليت مثلا يستعمل لمعني التمنى لا لقولنا ـ ليت زيدا قائم ـ فافهم، فالانشاء إن لم يكن طلبا كأفعال المقاربة وأفعال المدح والذم وصِيَغِ العقود والقسم وَرُبَّ ونحو ذلك فلا يبحث عنها ههنا لقلة المباحث البيانية(١) المتعلقة بها، ولأن أكثرها في الأصل أخبار نقلت إلى معنى الانشاء [إن كان طلبا استدعى مطلوبا غير حاصل وقت الطلب] لامتناع طلب الحاصل، فلو اسْتُعْمِلَ صِيَغُ الطلب لمطلوب حاصل امتنع إجراؤها على معانيها الحقيقية، ويتولد منها بحسب القرائن ما يناسب المقام(٢)[ وأنواعه] أي الطلب [كثيرة ـ منها].

__________________

(١) وهذا لقلة استعمالها، وقد أطلق البيان هنا على ما يشمل علم المعاني.

(٢) ومن ذلك قوله تعالى ﴿يَأَيُّهَا النَّبِيُّ اِتَّقِ اللهَ وَلاَتُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إنَّ اللهَ كَانَ عَليماً حَكيماًفالمراد من هذا طلب دوام التقوى لا حصولها، لأنها حاصلة لهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبل هذا الطلب.

۵۲۰۱