نَحْوُ ـ وَمَا كَانَ اللهُ لِيَظْلَمهُمْ وَلكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ـ وَقَوْلِهِ:

إذَا لَمْ تَسْتطِعْ شَيْئاً فَدَعْهُ

وَجاوِزهُ إلَى ما تَسْتَطِيعُ

وَمِنْهُ الْمُشَاكَلَةُ، وَهِيَ ذِكْرُ الشَّيْءِ بِلَفْظِ غَيْرِهِ لِوُقُوعِهِ في صُحْبتِهِ تَحْقِيقاً أوْ تَقْدِيراً،

فالاْوَّلُ نَحْوُ قَوْلِهِ:


حرف الروى كما في قوله تعالى ﴿وَمَا كَانَ النَّاسُ إلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيَما فِيهِ يَخْتَلِفُونَ فلولم يعرف أن حرف الروى هو النون لَرُبَّمَا تُوُهِّمَ أن العجز فيما فيه اختلفوا أو اختلفوا فيه، فالارصاد في الفقرة [نحو ـ وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ـ و] في البيت نحو [قوله:

إذا لم تستطع شيئا فدعه

وجاوزه إلى ما تستطيع(١)]

[ومنه] أي ومن المعنوى.

[المشاكلة

وهي ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه] أي ذلك الشيء [في صحبته] أي ذلك الغير [تحقيقا أو تقديرا] أي وقوعا مُحَقَّقاً أو مُقَدَّراً(٢) [فالأولى نحو قوله]: [قالوا اقترح

__________________

(١) هو لعمرو بن معديكرب الزَّبِيدِيِّ من الشعراء الْمُخَضْرَمِينَ، والارصاد في قوله ـ إذا لم تستطع ـ لأنه يدل على أن مادة العجز من مادة الاستطاعة المثبتة، إذ لا يصح أن يقال وجاوزه إلى ما لا تستطيع، أو إلى كل ما تشتهى، أو نحو ذلك، ومعرفة الروى تدل على أن تلك المادة تختم بعين قبلها ياء، وليس ذلك إلا لفظ ـ تستطيع.

تطبيقات على الارصاد:

١ـ قوله تعالى ـ ﴿ذلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ يُجَازي إلاَّ الْكَفُورُ.

٢ـ جَهُولٌ بالمناسك ليس يَدْرِى

أغَيَّا بات يفعل أم رَشَادَا

إرصاد الأول في قوله ـ وهل يجازى ـ بعد الاحاطة بما قبله، لأنه يعلم منه أن العجز ليس إلا لفظ ـ الكفور ـ وإرصاد الثاني في قوله ـ أغيا ـ بعد الاحاطة بما قبله أيضا.

(٢) والفرق بينها وبين المجاز أنه لابد فيه من العلاقة بخلافها، وإنما كانت من المحسنات المعنوية لما فيها من إيراد المعنى بصورة عجيبة غير صورته الأصلية.

۵۲۰۱