أَوْ أنْ يَتَعَيَّنَ كَوْنُهُ اسْماً أَوْ فِعْلاً.

وَأَمَّا إِفْرادُهُ فَلِكَوْنِهِ غَيرَ سَبَبِيٍّ مَعَ عَدَمِ إِفَادَةِ تَقَوِّى الْحُكْمِ،


جواب من قال:من نبيكم؟ وغير ذلك [أو] لأجل [أن يتعين] بذكر المسند [كونه اسما ]فيفيد الثبوت والدوام [أو فعلا] فيفيد التجدد والحدوث.

[وأما إفراده] أي جعل المسند غير جملة [فلكونه غير سببى مع عدم إفادة تقوى الحكم] إذ لو كان سببيا نحو ـ زَيْدٌ قَامَ أبُوهُ ـ أو مفيدا للتقوى نحو ـ زَيْدٌ قَامَ ـ فهو جملة قطعا، وأما نحو ـ زَيْدٌ قَائِمٌ ـ فليس بمفيد للتقوى، بل هو قريب من ـ زيد قام ـ في ذلك، وقوله ـ مع عدم إفادة التقوي ـ معناه مع عدم إفادة نفس التركيب تَقَوِّيَ الحكم، فيخرج ما يفيد التقوى بحسب التكرير، نحو ـ عرفت عرفت ـ أو بحرف التأكيد نحو ـ إن زيدا عارف ـ أو نقول: إن تَقَوِّيَ الحكم في الاصطلاح هو تأكيده بالطريق

__________________

وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ لأن الكفار لغباوتهم قد يتوهمون في بعض الحالات أن السائل ممن تجوز عليه الغفلة عن السؤال، أو تجوز على من معه ممن يقصد إسماعه.

تطبيقات على ذكر المسند:

١ـ قوله تعالى ﴿قَالُوا أَأَنت فَعَلْتَ هَذَا بآلِهَتِنَا يَا إبْرَاهِيمُ، قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاَسأَلُوهُمْ إنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ.

٢ـ قوله تعالى ﴿إنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإذَا قَامُوا إلَى الصَّلاَةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُنَ النَّاسَ وَلاَيَذْكُرُونَ اللهَ إلاَّ قَلِيلاً.

ذكر المسند في الأول ـ بل فعله كبيرهم ـ لضعف التعويل على القرينة تعريضا بغباوتهم، وذكر في الثاني ـ يخادعون الله وهو خادعهم ـ لأن قوله يخادعون يفيد التجدد حينا بعد آخر، وقوله ـ وهو خادعهم ـ يفيد الثبوت، وكل منهما مطلوب في مقامه.

أمثلة أخرى:

١ـ يقولون من يَرْقَى إلى الْفُلْكِ مُصْعِداً

فقلتُ لهم يرقى إليها النَّوَابِغُ

٢ـ لولا التُّقَى لجعلتْ قبرك كَعْبَتِى

وجعلت قولك سُنَّتِى وكتابى

۵۲۰۱