أشْجَعَ:

وَلَيْسَ بِأَوْسَعِهِمْ فِي الْغِنَى

وَلكِنَّ مَعْرُوفَهُ أوْسَعُ

وَأمَّا غَيْرُ الظَّاهِرِ فَمِنْهُ أنْ يَتَشَابَهَ الْمَعْنَيَانِ كَقَوْلِ جَرِير:

فَلاَ يَمْنَعْكَ مِنْ أَرَب لِحَاهُمْ

سَوَاءٌ ذُو الْعِمَامَةِ وَالْخِمَارِ

وَقَوْلِ أبِي الطَّيِّبِ:

وَمَنْ فِي كَفِّهِ مِنْهُمْ قَنَاةٌ

كَمَنْ فِي كَفِّهِ مِنْهُ خِضَابُ


أشجع: وليس] أي الممدوح يعنى جعفر بن يحيى [بأوسعهم] الضمير للملوك [في الغنى * ولكن معروفه] أي إحسانه [أوسع] فالبيتان متماثلان، هذا وَلكِنْ لا يعجبنى ـ معروفه أوسع(١) [وأما

غير الظاهر

فمنه أن يتشابه المعنيان] أي معنى البيت الأول ومعنى البيت الثاني(٢) [كقول جرير: فلا يمنعك من أرب] أي حاجة [لحاهم *] جمع لِحْيَة يعنى كَوْنَهُمْ في صورة الرجال [سواء ذو العمامة والخمار] يعنى أن الرجال منهم والنساء سواء في الضعف [وقول أبي الطيب: ومن في كفه منهم قناة * كمن في كفه منهم خضاب(٣)] واعلم أنه يجوز في تشابه المعنيين اختلاف البيتين نَسِيباً ومديحا وهجاء وافتخارا ونحو ذلك، فإن الشاعر الحاذق إذا قصد إلى المعني الْمخْتَلس لينظمه أحتال في إخفائه فَغَيَّرهُ عن

__________________

(١) لأنه يدل على كثرة الكرم بطريق الحقيقة، أما قول البحتري ـ أرحبهم ذراعا ـ فيدل عليه بطريق المجاز وهو أبلغ من الحقيقة.

(٢) أي من غير نقل للمعنى إلى محل آخر، وبهذا يغاير القسم الذي بعده.

(٣) القناة الرمح، والخضاب صبغ الْحِنَّاءِ، وقد قيل إن هذا الأخذ من الظاهر لا من غير الظاهر، لأن ضابط غير الظاهر أن يكون إدراكه بحيث يحتاج إلى تأمل، وما هنا ليس كذلك.

۵۲۰۱