عَنْهَا، نَحْوُ ـ وَإذَا خَلَوْا إلَى شَياطِينِهِمْ قَالُوا إنَّا مَعَكُمْ إنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ، اللهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ ـ لَمْ يُعْطَفِ ـ اللهُ يَسْتَهْزِىءُ ـ عَلَى ـ إنَّا مَعَكُمْ ـ لِأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ مَقُولِهِمْ.

وَعَلَى الثَّانِي إنْ قُصِدَ رَبْطُهَا بِهَا عَلَى مَعْنِى عَاطِفِ سِوَى الْوَاوِ عُطِفَتْ بِهِ، نَحْوُ ـ دَخَلَ زَيْدٌ فَخَرَجَ عَمْرو أَوْ ثمَّ خَرَجَ عَمْرو ـ إذَا قُصِدَ التَّعْقِيبُ أَوْ الْمُهْلةُ.


[عنها] لئلا يلزم من العطف التشريك الذي ليس بمقصود [نحو ـ وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون الله يستهزىء بهم ـ لم يعطف ـ الله يستهزىء بهم ـ على ـ إنا معكم ـ لأنه ليس من مقولهم] فلو عطف عليه لزم تشريكه له في كَوْنِهِ مفعول ـ قالوا ـ فيلزم أن يكون مقول قول المنافقين وليس كذلك، وإنما قال على ـ إنا معكم ـ دون ـ إنما نحن مستهزئون ـ لأن قوله ـ إنما نحن مستهزئون ـ بيان لقوله ـ إنا معكم ـ فحكمه حكمه، وأيضا العطف على المتبوع هو الأصل.

[وعلى الثاني] أي على تقدير ألا يكون للأولى محل من الاعراب [إن قصد ربطها بها] أي ربط الثانية بالأولى [على معنى عاطف سوى الواو عطفت] الثانية على الأولى [به] أي بذلك العاطف من غير اشتراط أمر آخر [نحو ـ دخل زيد فخرج عمرو أو ثم خرج عمرو ـ إذا قصد التعقيب أو المهلة] وذلك لأن ما سوى الواو من حروف العطف يفيد مع الاشتراك معانى مُحَصَّلَةً مُفَصَّلةً في علم النحو، فإذا عطفت الثانية على الأولى بذلك العاطف ظهرت الفائدة، أعنى حصول معانى هذه الحروف، بخلاف الواو، فإنه لا يفيد إلا مجرد الاشتراك، وهذا إنما يظهر فيما له حكم إعرابى، وأما في غيره ففيه خفاء وإشكال(١) وهو السبب في صعوبة باب الفصل والوصل، حتى حصر بعضهم البلاغة في معرفة الفصل والوصل.

__________________

(١) وهذا لأنه يتوقف على معرفة الجهة الجامعة المتوقفة على النظر فيما بين الجملتين من الأحوال الستة الآتية.

۵۲۰۱