بسم الله الرحمن الرحيم

الْفَنُّ الثَّانِي: عِلْمُ الْبَيانِ

وَهُوَ عِلْمٌ يعرف بِهِ إيرَادُ المَعْنِى الْوَاحِدِ بِطُرُق مُخْتَلِفَة فِي وُضُوحِ الدَّلاَلَةِ عَلَيْهِ.

وَدَلاَلةُ اللَّفْظِ


الفن الثاني: علم البيان

قدمه على البديع للاحتياج إليه في نفس البلاغة وتَعَلُّقِ البديع بالتوابع [وهو علم] أي مَلَكَةٌ يقتدر بها على إدراكات جُزْئِيَّة، أو أصولٌ وقواعد معلومة [يعرف به إيراد المعنى الواحد] أي المدلول عليه بكلام مطابق لمقتضى الحال(١) [بطرق] وتراكيب [مختلفة في وضوح الدلالة عليه] أي على ذلك المعنى(٢) بأن يكون بعض الطرق واضح الدلالة عليه، وبعضها أوضح، والواضح خَفِيٌّ بالنسبة إلى الأوضح، فلا حاجة إلى ذكر الخفاء، وتقييد الاختلاف بالوضوح ليخرج معرفة إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في اللفظ والعبارة، واللام في ـ المعنى الواحد ـ للاستغراق العرفى، أي كل معني واحد يدخل تحت قصد المتكلم وإرادته، فلو عرف أحد إيراد معني قولنا ـ زيد جواد ـ بطرق مختلفة لم يكن بمجرد ذلك عالما بالبيان.

ثم لما لم يكن كل دلالة قابلا للوضوح والخفاء أراد أن يشير إلى تقسيم الدلالة وتعيين ما هو المقصود ههنا، فقال [ودلالة اللفظ] يعنى دلالته الوضعية، وذلك لأن

__________________

(١) قيد بهذا لأن اعتبار علم البيان إنما هو بعد اعتبار علم المعاني، فلابد من مراعاته فيه، مثل أن ينكر شخص كرم زيد، فتقول على طريق الكناية ـ إن زيدا كثير الرماد ـ فإذا لم تأت بالتأكيد لم يعتد بهذه الكناية.

(٢) والاختلاف في هذا يكون باعتبار قرب المعنى المجازي والكنائى من المعنى الحقيقي وبعده منه، وباعتبار وضوح القرينة وخفائها.

۵۲۰۱