وَعَامِّيٌّ تُصُرِّفَ فِيهِ بِمَا أخْرَجَهُ مِنَ الْإِبْتِذَالِ إلَى الْغَرَابَةِ كَمَا مَرَّ.

فَالْأَخْذُ وَالسَّرِقَةُ نَوْعَانِ: ظَاهِرٌ وَغَيْرُ ظَاهِر، أمَّا الظَّاهِرُ فَهُوَ أنْ يُؤْخَذَ المَعْنَى كُلُّهُ مَعَ اللَّفْظِ كُلِّهِ أوْ بَعْضِهِ أوْ وَحْدَهُ، فَإنْ أُخِذَ اللَّفْظُ كُلُّهُ مِنْ غَيْرِ تَغْيِير لِنَظْمِهِ فَهُوَ مَذْمُومٌ لِأَنَّهُ سَرِقَةٌ مَحْضَةٌ وَيُسَمَّى نَسْخاً وَانْتِحَالاً، كَمَا حُكِيَ عَنْ عَبْدِاللهِ ابْنِ الزَّبِيرِ أنَّهُ فَعَلَ ذلِكَ بِقَوْلِ مَعْنِ بنْ أوْس:

إذَا أنْتَ لَمْتُنْصِفْ أخَاكَ وَجَدْتَهُ

عَلَى طَرَفِ الْهِجْرَانِ إنْ كَانَ يَعْقِلُ


لا ينال الاّ بفكر [و] الآخر [عامى تصرف فيه بما أخرجه من الابتذال إلى الغرابة كما مر] في باب التشبيه والاستعارة من تقسيمهما إلى الغريب الخاصى، والمبتذل العامى الباقى على ابتذاله، والْمُتَصَرَّفِ فيه بما يخرجه إلى الغرابة.

نوعاها

[فالأخذ والسرقة] أي ما يسمى بهذين الاسمين [نوعان: ظاهر وغير ظاهر، أما

الظاهر

فهو أن يؤخذ المعني كله إما] حال كَوْنِهِ [مع اللفظ كله أو بعضه أو] حال كونه [وحده] من غير أخْذِ شيء من اللفظ [فإن أخذ اللفظ كله من غير تغيير لنظمه] أي لكيفية الترتيب والتأليف الواقع بين المفردات [فهو مذموم لأنه سرقة محضة ويسمي

نسخا وانتحالا

كما حكى عن عبدالله بن الزبير أنه فعل ذلك بقول معن بن أوس: إذا أنت لم تنصف أخاك] أي لم تعطه النَّصفة ولم تُوَفِّهِ حقوقه [وجدته * على طرف الهجران] أي هَاجِراً لك مُبْتَذِلاً بك وبأخُوَّتِكَ [إن كان يعقل * ويركب حد السيف] أي يتحمل الشدائد(١) تؤثر فيه تأثير

__________________

(١) يشير بهذا إلى أنه ليس المراد بركوب حد السيف معناه الحقيقى، وإنما المراد به تحمل ذلك، فكأنه قال ويركب ما هو بمنزلة القتل بالسيف.

۵۲۰۱