وَإلاَّ فإنْ كانَ لِلْأُولَى حُكْمٌ لَمْ يُقْصَدْ إعْطاؤهُ لِلثَّانِيَةِ فالْفَصْلُ، نَحْوُ ـ وَاِذَا خَلَوْا ـ الآيَةَ ـ لَمْ يُعْطَفِ ـ اللهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ ـ عَلَى ـ قَالُوا ـ لِئَلاً يُشَارِكُهُ فِى الاخْتِصاصِ بِالظَّرْفِ لِمَا مَرَّ.

وَإلاَّ فإنْ كانَ بَيْنَهُمَا كمالُ الانْقِطاعِ بِلا إيهام أَوْ الاِتِّصَالِ أَوْ شِبْهِ أَحَدِهِمَا فَكَذلِكَ، وَإلاَّ


[وإلا] أي وإن لم يقصد ربط الثانية بالأولى على معنى عاطف سوى الواو [فإن كان للأولى حكم لم يقصد إعطاؤه للثانية فالفصل] واجب لئلا يلزم من الوصل التشريك في ذلك الحكم [نحو ـ وإذا خلوا ـ الآية، لم يعطف ـ الله يستهزىء بهم ـ على ـ قالوا ـ لئلا يشاركه في الاختصاص بالظرف لما مر] من أن تقديم المفعول ونحوه من الظرف وغيره يفيد الاختصاص، فيلزم أن يكون استهزاء الله بهم مختصا بحال خُلُوِّهِمْ إلى شياطينهم، وليس كذلك، فإن قيل إذا شَرْطِيَّةٌ لا ظرفية، قلنا إذا الشرطية هي الظرفية استعملت استعمال الشرط، ولو سلم فلا ينافى ما ذكرناه، لأنه اسم معناه الوقت لابد له من عامل، وهو ـ قالوا إنا معكم ـ بدلالة المعني، وإذا قدم متعلق الفعل وعطف فعل آخر عليه يفهم اختصاص الفعلين به، كقولنا ـ يوم الجمعة سرت وضربت زيدا ـ بدلالة الْفَحْوَى(١)والذوق.

[وإلا] عَطْفٌ على قوله ـ فإن كان للأولى حكم ـ أي وإن لم يكن للأولى حكم لم يقصد إعطاؤه للثانية، وذلك بألا يكون لها حكم زائد على مفهوم الجملة، أو يكون ولكن قصد إعطاؤه للثانية أيضا [فإن كان بينهما] أي بين الجملتين [كمال الانقطاع بلا إيهام] أي بدون أن يكون في الفصل إيهام خلاف المقصود [أو كمال الاتصال، أو شبه أحدهما] أي أحد الكمالين [فكذلك] أي يتعين الفصل، لأن الوصل يقتضى مُغَايَرَةً وَمُنَاسَبَةً [وإلا] وإن لم يكن بينهما كمال الانقطاع بلا إيهام ولا كمال الاتصال ولا شبه

__________________

(١) الفحوى قُوَّةُ الكلام باعتبار قرائن الأحوال.

۵۲۰۱