حَذْفُ وَجْهِهِ وَأَدَاتِهِ فقطْ أَوْ مَعَ حَذْفِ الْمُشَبَّهِ، ثُمَّ حَذْفُ أَحَدِهِمَا كَذلِكَ، وَلاَ قُوَّةَ لِغَيْرِهِمَا.

الْحَقِيقَةُ وَالْمَجَازُ

وَقَدْ يُقَيَّدَانِ


[حذف وجهه وأداته فقط] أي بدون حذف المشبه، نحو ـ زيد أسد [أو مع حذف المشبه] نحو ـ أسد ـ في مقام الاخبار عن زيد [ثم] الأعلى بعد هذه المرتبة [حذف أحدهما] أي وجهه أو أداته(١) [كذلك] أي فقط أو مع حذف المشبه، نحو ـ زيد كالأسد ـ ونحو ـ كالأسد ـ عند الاخبار عن زيد، ونحو ـ زيد أسد في الشجاعة ـ ونحو ـ أسد في الشجاعة ـ عند الاخبار عن زيد [ولا قوة لغيرهما] وهما الاثنان الباقيان أعنى ذكر الأداة والوجه جميعا إما مع ذكر المشبه أو بدونه نحو ـ زيد كالأسد في الشجاعة ـ ونحو ـ كالأسد في الشجاعة ـ خبرا عن زيد، وبيان ذلك أن القوة إما بعموم وجه الشبه ظاهرا أو بحمل المشبه به على المشبه بأنه هو، فما اشتمل على الوجهين جميعا فهو في غاية القوة، وما خلا عنهما فلا قوة له، وما اشتمل على أحدهما فقط فهو متوسط، والله أعلم.

الحقيقة والمجاز

هذا هو المقصد الثاني من مقاصد علم البيان، أي هذا بحث الحقيقة والمجاز، والمقصود الأصلى بالنظر إلى علم البيان هو المجاز، إذ به يتأتي اختلاف الطرق دون الحقيقة، إلا أنها لما كانت كالأصل للمجاز إذ الاستعمال في غير ما وضع له فرع الاستعمال فيما وضع له جرت العادة بالبحث عن الحقيقة أوَّلاً [وقد يقيدان

__________________

(١) وقد اختلف في الأقوي من هذين، فقيل أقواهما حذف الأداة لما فيه من دعوى الاتحاد، وقيل أقواهما حذف الوجه لما فيه من إطلاق المماثلة.

۵۲۰۱