أَوْلى.

وَأَمَّا الْمُرَكَّبُ فَهُوَ اللَّفْظُ الْمُسْتَعمَلُ فِيمَا شُبِّهَ بِمَعْنَاهُ الْأَصْليِّ تَشْبِيهَ التَّمْثِيلِ لِلْمُبَالَغَةِ، كَما يُقَال لِلْمُتَرَدِّدِ في أَمْر ـ إنِّي أَرَاكَ تُقَدِّمُ رِجْلاً وَتُؤَخِّرُ أُخْرَى ـ وَهذَا يُسَمَّى التَّمْثِيلَ عَلَى سَبِيلِ الاِسْتِعَارَةِ، وَقَدْ يُسَمَّى


كما في الاستعارة البناءُ على الفرع [أولى] بالجواز، لأنه قد طُوِيَ فيه ذِكْرُ المشبه أصلا، وجعل الكلام خِلْواً عنه، ونقل الحديث إلى المشبه به، وقد وقع في بعض أشعار العجم النهي عن التعجب مع التصريح بأداة التشبيه، وحاصله لا تعجبوا من قِصَرِ ذوائبه فإنها كالليل ووجهه كالربيع والليل في الربيع مائل إلى القصر، وفي هذا المعنى من الغرابة والملاحة بحيث لا يخفى.

المجاز المركب

[وأما] المجاز [المركب فهو اللفظ المستعمل فيما شبه بمعناه الأصلي] أي بالمعنى الذي يدل عليه ذلك اللفظ بالمطابقة [تشبيه التمثيل] وهو ما يكون وجهه مُنْتَزَعاً من مُتَعَدِّد، واحترز بهذا عن الاستعارة في المفرد [للمبالغة] في التشبيه(١) [كما يقال للمتردد في أمر ـ إني أراك تقدم رجلا وتؤخر أخري] شبه صورة تَرَدُّدِهِ في ذلك الأمر بصورة تردد من قام ليذهب فتارة يريد الذهاب فيقدم رجلا وتارة لا يريد فيؤخر أخري، فاستعمل في الصورة الأولى الكلام الدال بالمطابقة على الصورة الثانية، ووجه الشبه وهو الاقدام تارة والاحجام أخرى منتزع من عدة أمور كما ترى [وهذا] المجاز المركب [يسمى التمثيل] لِكَوْنِ وجهه منتزعا من متعدد [على سبيل الاستعارة] لأنه قد ذكر فيه المشبه به وأريد المشبه كما هو شأن الاستعارة [وقد يسمي

__________________

(١) هذا القيد لبيان الواقع، وقد أشار به إلى اتحاد الغاية في الاستعارة المفردة والمركبة.

۵۲۰۱