وَلاَ يَضُرُّ التَّغْيِيرُ الْيَسِيرُ، وَرُبَّمَا سُمِّيَ تَضْمِينُ الْبيْتِ فَمَا زَادَ اسْتِعَانَةً وَتَضْمِينُ الْمِصْرَاعِ فَمَا دُونَهُ إيدَاعاً وَرَفْواً.

وَأَمَّا الْعَقْدُ فَهُوَ أَنْ يُنْظَمَ نَثْرٌ لاَ عَلَى طَرِيقِ الاقْتِباسِ، كَقَوْلِهِ:


السوابق [ولا يضر] في التضمين [التغيير اليسير] لِمَا قُصِدَ تضمينه ليدخل في معنى الكلام، كقول الشاعر في يهودي به داء(١) الثعلب:

أقول لمعشر غَلِطُوا وَغَضُّوا

عن الشيخ الرشيد وأنكروه

هو ابن جَلاَ وَطَلاَّعُ الثنايا

متي يضع العمامة تعرفوه(٢)

البيت لِسُحَيْم بن وَثِيل(٣) وهو ـ أنا ابن جلا ـ على طريقة التكلم، فَغَيَّرَهُ إلى طريقة الغيبة ليدخل في المقصود [وربما سمى تضمين البيت فما زاد] على البيت [استعانة، وتضمين المصراع فما دونه إيداعا] كأنه أوْدعَ شعره شيئا قليلا من شعر الغير [ورفوا ]كأنه رَفَا خَرْقَ شعره بشيء من شعر الغير [وأما.

العقد

فهو أن ينظم نثر] قرآنا كان أو حديثا أو مَثَلاً أو غير ذلك [لا على طريق الاقتباس] يعنى إن كان النثر قرآنا أو حديثا فنظمه إنما يكون عقدا إذا غُيِّرَ تغييرا كثيرا أو أشير إلى أنه من القرآن أو الحديث، وإن كان غير القرآن والحديث فنظمه عقد كَيْفَمَا كان، إذ لا دخل فيه للاقتباس [كقوله:

__________________

(١) هو مرض القراع المعروف.

(٢) هما لضياء الدين موسى بن مُلْهَمِ الكاتب من شعراء الدولة العباسية، واليهودي هو الرشيد عمر الْفُوِّيُّ، وغضوا مأخوذ من غَضِّ البصر.

(٣) أنظر ص ٢٦١ من الجزء الأول.

۵۲۰۱