وَقَصْرُ التّعْيينِ أَعمُّ.

وَلِلْقَصْرِ طُرُقٌ ـ مِنْهَا الْعَطْفُ ـ كَقَوْلِكَ فِي قَصْرِهِ إفْرَاداً ـ زَيْدٌ شَاعِرٌ لاَ كاتِبٌ، أَوْ مَا زَيْدٌ كَاتباً بَلْ شَاعِرٌ ـ


المصنف رحمه‌الله اشتراط تنافى الوصفين بقوله: ليكون إثبات الصفة مشعراً بانتفاء غيرها، وفيه نظر بُيِّنَ في الشرح(١) [وقصر التعيين أعم] من أن يكون الوصفان فيه متنافيين أوْلاَ، فكل مثال يصلح لقصر الافراد والقلب يصلح لقصر التعيين من غير عكس.

طرق القصر

[وللقصر طرق] والمذكور ههنا أربعة وغيرها قد سبق ذكره(٢) فالأربعة المذكورة ههنا [منها العطف كقولك في قصره] أي قصر الموصوف على الصفة [إفرادا ـ زيد شاعر لا كاتب، أو ما زيد كاتبا بل شاعر(٣)] مَثَّلَ بمثالين: أو لهما الوصف المثبت فيه معطوف

__________________

(١) ووجه النظر أنه يجوز أن يعلم انتفاء ذلك بقرينة من القرائن، لا بذلك التنافي بين الوصفين.

تطبيقات على أقسام القصر:

١ـ ليس عَارٌ بأن يقال فقيرٌ

إنما الْعَارُ أن يقال بخيلُ

٢ـ فإنْ كان في لِبْسِ الفتى شَرَفٌ له

فما السيفُ إلاَّ غِمْدُهُ والْحَمائلُ

٣ـ وإنما الأمَمُ الأخلاقُ ما بَقِيَتْ

فإنْ هُمُ ذهبتْ أخلاقهمْ ذهبُوا

القصر في الأول إضافى من قصر الموصوف على الصفة قصر قلب، وفي الثاني إضافى من قصر الموصوف على الصفة قصر تعيين، وفي الثالث حقيقى ادعائي من قصر الموصوف على الصفة.

أمثلة أخرى:

١ـ قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «إنما الأعمالُ بالنيَّاتِ، وإنما لكل امريء مانَوَى».

٢ـ واللهِ ما بلغتْ بنو الغرب الْمُنَى

إلاَّ بِنِيَّات هناك صِحَاحِ

٣ـ إنما تحسن الرِّياضُ إذا

ضحكتْ في خِلاَلِهَا الأنْوَارُ

 (٢) كضمير الفصل، وتعريف المسند أو المسند إليه بلام الجنس.

(٣) ويشترط في إفادة بل القصر أن يتقدمها نفي، ومثل الأداتين في إفادة القصر لكن، كقول الشاعر:

۵۲۰۱