كَقَوْلِهِ:

يَقُولُ في قُومَس قَوْمِى وَقَدْ أَخَذَتْ

مِنَّا السُّرَى وَخُطَا الْمَهْرِيَّةِ الْقُودِ

أَمَطْلعَ الشَّمْسِ تَبْغِى أَنْ تَؤُمَّ بِنَا

فَقُلْتُ كَلاَّ وَلكِنْ مَطْلَعَ الْجُودِ

وَقَدْ يُنْتَقَلُ مِنْهُ إلَى مَا لاَيُلاَئِمُهُ وَيُسَمَّى الاِقْتِضَابَ، وَهُوَ مَذْهَبُ الْعَرَبِ وَمَنْ


الاقتضاب، وأراد بقوله ـ التخلص ـ معناه اللغوى(١) وإلا فالتخلص في العرف هو الانتقال مما افْتُتِحَ به الكلام إلى المقصود مع رعاية المناسبة، وإنما ينبغى أن يتأنق في التخلص لأن السامع يكون مترقبا للانتقال من الافتتاح إلى المقصود كيف يكون، فإن كان حسنا متلائم الطرفين حَرَّكَ من نشاطه وأعان على إصْغَاءِ ما بعده(٢) وإلا فبالعكس، فالتخلص الحسن [كقوله: يقول في قومس] اسم موضع [قومى وقد أخذت * منا السُرى] أي أثَّرَ فينا السير بالليل ونقص من قُوَانَا [وخطا المهرية] عطف على السرى لا على المجرور في ـ منا ـ كما سبق إلى بعض الأوهام، وهي جمع خُطْوَة، وأراد بالمهرية الابل المنسوبة إلى مَهْرَةَ بن حَيْدَانَ أبي قبيلة [القود] أي الطويلة الظهور والأعناق جمع أقْوَدَ أي أثرت فينا مزاولة السرى ومسايرة المطايا بالْخُطَا، ومفعول ـ يقول ـ هو قوله [أمطلع الشمس تبغى] أي تطلب [أن تؤم] أي تقصد [بنا * فقلت كلا] رَدْعٌ للقوم وتنبيه [ولكن مطلع الجود(٣)].

[وقد ينتقل منه] أي مما شبب به الكلام [إلا ما لا يلائمه ويسمى] ذلك الانتقال.

[الاقتضاب]

وهو في اللغة الاقتطاع والارتجال [وهو] أي الاقتضاب [مذهب العرب ومن

__________________

(١) وهو مطلق الخروج والانتقال.

(٢) أي على استماع السامع له، فهو من إضافة المصدر للمفعول.

(٣) البيتان لأبي تمام في مدح عبدالله بن طاهر.

۵۲۰۱