الْأَمْرِ الاْوَّلِ دُونَ الجَمْعِ وَإرَادَةِ التَّرَاخى، فِيهِ نَظَرٌ.

وَمِنْهَا النَّهْيُ، وَلَهُ حَرْفٌ وَاحِد وَهُوَ ـ لاَ ـ الجَازِمَةُ فِي نَحْوِ قَوْلِكَ ـ لا تَفْعَلْ ـ وَهُوَ كالأمْرِ فِي الاسْتِعْلاَءِ، وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فِي غَيْرِ طَلَبِ الْكفِّ أَوِ التَّرْكِ


دون الجمع] بين الأمرين [وارادة التراخى] فإن المولى إذا قال لعبده ـ قم ـ ثم قال له قبل أن يقوم ـ اضطجع حتى المساء ـ بتبادر الفهم إلى انّه غير الأمر بالقيام إلى الأمر بالاضطجاع، ولم يرد الجمع بين القيام والاضطجاع مع تراخى أحدهما [وفيه نظر] لأنا لا نسلم ذلك عند خُلُوِّ المقام عن القرائن(١).

[ومنها] أي من أنواع الطلب [النهي] وهو طلب الْكَفِّ عن الفعل استعلاءً [وله حرف واحد وهو لا الجازمة في نحو قولك ـ لا تفعل ـ وهو كالأمر في الاستعلاء] لأنه الْمُتَبادِرَ إلى الفهم [وقد يستعمل في غير طلب الكف] عن الفعل كما هو مذهب البعض [أو] طلب [الترك] كما هو مذهب البعض، فإنهم اختلفوا في أن مقتضى النهي كَفُّ النفس

__________________

(١) والقرينة في المثال هي قوله ـ حتى المساء ـ لأنه يقتضى أن يكون له مبدأ، فيكون عقب ورود صيغة الأمر.

تطبيقات على الأمر:

١ـ نِهْ يا فؤادُ فَحَوْلَ عرشك أُمَّةٌ

عقدتْ خناصِرَهَا على الاصلاحِ

٢ـ وحُسْنُ ظنك بالأيام مَعْجَزَةٌ

فَظُنَّ شَرّاً وكن منها على حَذَرِ

٣ـ أَرِينِى جواداً مات هَزْلاً لَعَلني

أَرى ما تَرَيْنَ أَو بخيلا مُخَلَّدَا

الأمر في الأول للدعاء لأنه من الأدنى إلى الأعلى، وفي الثاني للإرشاد، وفي الثالث للتعجيز.

أمثلة أخرى:

١ـ فَعِشْ واحداً أو صِلْ أخاك فإنَّهُ

مُقَارِفُ ذنب مَرَّةً وَمُجَانِبُهْ

٢ـ قُمْ للمعلِّم وَفِّهِ التَّبْجِيلاَ

كاد المعلم أن يكون رسولا

٣ـ ألِمَّا على مَعْن وقولا لقبرهِ

سقتْكَ الغوادِى مَرْبَعاً بعد مَرْبِع

۵۲۰۱