وَأَمَّا التَّضْمِينُ فَهُوَ أَنْ يُضَمَّنَ الشِّعْرُ شَيْئاً مِنْ شِعْرِ الْغَيْرِ مَعَ التَّنْبيهِ عَلَيْهِ إِنْ لَمْ يَكُنْ مَشْهُورَا عِنْدَ الْبُلَغَاءِ: كَقَوْلِهِ:

عَلَى أَنِّي سَأَنْشِدُ عِنْدَ بَيْعِي

أَضَاعُونِي وَأَيِّ فَتىً أَضَاعُوا


راجعونا] وفي القرآن ﴿إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ [وأما

التضمين

فهو أن يضمن الشعر شيئا من شعر الغير] بيتا كان أو ما فوقه أو مصراعا أو ما دونه [مع التنبيه عليه] أي على أنه من شعر الغير [إن لم يكن مشهورا عند البلغاء ]وبهذا يتميز عن الأخذ والسرقة [كقوله] أي كقول الحريرى يَحْكِى ما قاله الغلام الذي عَرَضَهُ أبو زيد للبيع:

[على أنى سأنشد عند بيعى

أضاعونى وأي فتى أضاعوا]

المصراع الثاني لِلْعَرْجِيِّ، وتمامه:

* لِيَوْمِ كَرِيهَة وَسِدَادِ ثَغْرِ *

اللام في اليوم لام التوقيت، والكريهة من أسماء الحرب، ومدادُ الثغر بكسر السين لا غير سَدُّهُ بالخيل والرجال، والثغر موضع المخافة من فُرُوجِ البلدان، أي أضاعونى في وقت الحرب وزمان سد الثغر ولم يراعوا حقى أحْوَجَ ما كانوا إليَّ، وأيَّ فتى أيْ كاملا من الفتيان أضاعوا، وفيه تنديم وتخطئة لهم، وتضمين المصراع بدون التنبيه لشهرته كقول الشاعر:

قد قلتُ لَمَّا أطلعتْ وَجَنَاتُهُ

حول الشَّقِيقِ الْغَضِّ رَوْضَةَ آسِ

أعِذَارَهُ السَّارِى الْعَجُولَ تَرَفَقَّاً

ما في وقوفك ساعةً من بَاسِ(١)

__________________

(١) الشقيق ورد أحمر استعاره الشاعر للخد، والغض الطرى، والآس الريحان استعارة للعذار وهو ما يوجد من الشعر على الخد، والسارى السائر بالليل، وقد وصفه بذلك لاشتماله على مثل سواده.

۵۲۰۱