وَفِي التَّنْزِيلِ ـ كُلٌّ فِي فَلَك ـ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ.

وَمِنْهُ التَّشْرِيعُ وَهُوَ بِنَاءُ الْبَيْتِ عَلَى قَافِيَتَيْنِ يَصِحُّ الْمَعْنَى عِنْدَ الْوُقُوفِ عَلَى كُلِّ مِنْهُمَا، كَقَوْلِهِ:


[وفي التنزيل ـ كل في فلك ـ وربك فكبر] والحرف المشدد في حكم المخفف لأن المعتبر هو الحروف المكتوبة، وقد يكون ذلك في المفرد نحو ـ سَلَس ـ وَتَغَايُرُ القلب بهذا المعنى لتجنيس القلب ظاهر، فإن المقلوب ههنا يجب أن يكون عين اللفظ الذي ذكر بخلافه ثَمَّتَ، ويجب ثمت ذكر اللفظين جميعا بخلافه ههنا(١).

[ومنه] أي ومن اللفظى.

[التشريع]

ويسمى التوشيح وذا القافيتين أيضا [وهو بناء البيت على قافيتين يصح المعنى عند الوقوف على كل منهما] أي من القافيتين، فإن قيل كان عليه أن يقول يصح الوزن والمعنى عند الوقوف على كل منهما، لأن التشريع هو أن يبنى الشاعر أبيات القصيدة ذات قافيتين على بحرين أو ضربين من بحر واحد فعلى أيِّ القافيتين وقفت كان شعرا مستقيما، قلنا القافية إنما هي آخر البيت، فالبناء على قافيتين لا يتصور إلا إذا كان البيت بحيث يصح الوزن ويحصل الشعر عند الوقوف على كل منهما، وإلا لم تكن الأولى قافية [كقوله: يا خاطب الدنيا] من ـ خَطَبَ المرأة [الدنية] أي الخسيسة

__________________

(١) راجع ص ٤٦٣ من هذا الجزء.

ومن القلب:

١ـ أراهُنَّ نَادمْنَهُ ليل لَهْو

وهل لَيْلُهُنَّ مُدَان نهاراً

٢ـ ليلٌ أضاء هلالُهُ

أنِّي يضىء بكوكبِ

٣ـ عدلوا فما ظلمتْ لهم دُوَلُ

سعدوا فما زالتْ لهم نِعَمُ

۵۲۰۱