هَذَا كُلُّهُ مُقْتَضَى الظَّاهِرِ وَقَدْ يُخَرَّجُ الْكَلاَمُ عَلَى خِلاَفِهِ، فَيُوضَعُ المُضْمَرُ مَوضِعَ المُظْهَرِ كَقَوْلِهِمْ ـ نِعْمَ رَجُلاً ـ مكانَ ـ نِعْمَ الرّجُلُ زَيدٌ ـ فِي أَحَدِ الْقَوْلَينِ، وَقَوْلِهِمْ ـ هُوَ أَوْ هِيَ زَيْدٌ عَالِمٌ ـ مَكَانَ الشَّأْنِ أَوِ الْقِصَّةِ لِيَتَمكَّن ما يَعْقُبهُ فِي ذِهنِ السَّامِعِ، لِأَنَّهُ إذَا لَمْ يَفْهمْ مِنْهُ مَعْنًى انْتظَرَهُ،


وضع المضمر موضع المظهر

[هذا] أي الذي ذكر من الحذف والذكر والاضمار وغير ذلك في المقامات المذكورة [كله مقتضى الظاهر] من الحال [وقد يخرج الكلام على خلافه] أي على خلاف مقتضى الظاهر لاقتضاء الحال إيَّاهُ [فيوضع المضمر موضع المظهر كقولهم ـ نعم رجلا ]زَيْدٌ [مكان ـ نعم الرجل زيد] فإن مقتضى الظاهر في هذا المقام هو الإظهار دون الاضمار، لعدم تقدم ذكر المسند إليه، وعدم قرينة تدل عليه، وهذا الضمير عائد إلى مُتَعَقِّل معهود في الذهن، والتزم تفسيره بنكرة ليعلم جنس الْمُتعَقَلِّ، وإنما يكون هذا من وضع المضمر موضع المظهر [في أحد القولين] أي قول من يجعل المخصوص خبر مبتدإ محذوف، وأما من يجعله مبتدءا ونعم رجلا ـ خبره فيحتمل عنده أن يكون الضمير عائدا إلى المخصوص وهو مقتدم تقديرا، ويكون التزام إفراد الضمير حيث لم يقل ـ نعما ونعموا ـ من خواص هذا الباب، لكونه من الأفعال الجامدة [وقولهم ـ هو أو هي زيد عالم ـ مكان الشأن أو القصة] فالاضمار فيه أيضا على خلاف مقتضى الظاهر لعدم التقدم، واعلم أن الاستعمال على أن ضمير الشأن إنما يؤنث إذا كان في الكلام مؤنث غير فضلة، فقوله ـ هي زيد عالم ـ مجرد قياس، ثم عَلَّلَ وضع المضمر موضع المظهر في البابين بقوله [ليتمكن ما يعقبه] أي يعقب الضمير، أي يجىء على عقبه [في ذهن السامع لأنه] أي السامع [إذا لم يفهم منه] أي من الضمير [معنى انتظره] أي انتظر السامع ما يعقب الضمير ليفهم منه معنى، فيتمكن بعد وروده فضل تمكن، لأن

۵۲۰۱