الْعُرْفِ حَاجِبٌ: أَوِ التَّكْثِيرِ كَقَوْلِهِمْ ـ إنَّ لَهُ لَاِبلاً وَإنْ لَهُ لَغَنَماً، أَوِ التَّقْلِيلِ نَحْوُ ـ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ، وَقَدْ جَاءَ لِلتَّعْظِيمِ وَالتَّكْثِيرِ نَحْوُ ـ وَإنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ، أَيْ ذَوُو عَدَد كَثِير وَآيَات عِظَام، وَمِنْ تَنْكِيرِ غَيْرِهِ لِلاْفْرَادِ أَوِ النَّوْعِيَّةِ نَحْوُ ـ وَاللهُ خَالِقُ كُلِّ دَابَّة مِنْ مَاء، وَلِلتَّعْظِيمِ نَحْوُ ـ فَأْذَنُوا بِحَرْب مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ، وَلِلتَّحْقيرِ ـ نَحْوُ إن نَظُنُّ إلاَّ ظَنّاً.


العرف حاجب] أي مانع حقير فكيف بالعظيم [أو التكثير كقولهم ـ إن له لابلا، وإن له لغنما. أو التقليل نحو ـ ورضوان من الله أكبر] والفرق بين التعظيم والتكثير أن التعظيم بحسب ارتفاع الشأن وعلو الطبقة والتكثير باعتبار الكميات والمقادير، تحقيقا كما في الابل، أو تقديرا كما في الرضوان، وكذا التحقير والتقليل، وللاشارة إلى أن بينهما فرقا قال [وقد جاء] التنكير [للتعظيم والتكثير نحو ـ وَاِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ] من قبلك [أي ذوو عدد كثير] هذا ناظر إلى التكثير [و ]ذوو [آيات عظام] هذا ناظر إلى التعظيم، وقد يكون للتحقير والتقليل معا، نحو ـ حَصَلَ لِي مِنْهُ شَيْءٌ ـ أي حقير قليل.

[ومن تنكير غيره] أي غير المسند إليه [للأفراد أو النوعية نحو ـ والله خالق كل دابة من ماء] أي كل فرد من أفراد الدواب من نطفة معينة هي نطفة أبيه المختصة به، أو كل نوع من أنواع الدواب من نوع من أنواع المياه، وهو نوع النطفة التي تختص بذلك النوع من الدابة [و] من تنكير غيره [للتعظيم نحو ـ فأذنوا بحرب من الله ورسوله] أي حرب عظيم [وللتحقير نحو ـ إن نظن إلا ظنا] أي ظنا حقيرا ضعيفا، إذ الظن مما يقبل الشدة والضعف، فالمفعول المطلق ههنا للنوعية لا للتأكيد، وبهذا الاعتبار صح وقوعه بعد الاستثناء مُفَرَّغاً مع امتناع نحو ـ ما ضربته إلا ضربا ـ على أن يكون المصدر

__________________

أمثلة أخري:

١ـ قوله تعالى ـ ﴿وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ:

٢ـ شَقَّتْ لِمَنْظَرِكَ الجيوبَ عقائلٌ

وبكتْكَ بالدَّمْعِ الْهَتُونِ غَوَانِ

۵۲۰۱