مَا بَالُ مَنْ أَوَّلُهُ نُطْفَةٌ

وَجِيفَةٌ آخِرُهُ يَفْخَرُ

عَقَدَ قَوْلَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: وَمَا لابْنِ آدَمَ وَالْفخْرَ، وَإنَّمَا أَوَّلُهُ نُطْفَةٌ، وَآخِرُهُ جِيفَةٌ.

وَأَمَّا الْحَلُّ فَهُوَ أَنْ يُنْثَرَ نَظْمٌ، كَقَوْلِ بَعْضِ الْمَغَارِبَةِ: فَإنَّهُ لَمَّا قَبُحَتْ فَعَلاَتُهُ، وَحَنْظَلَتْ نَخَلاَتُهْ، لَمْ يَزَلْ سُوءُ الظَّنِّ يقْتَادُهْ، وَيُصَدِّقُ تَوَهُّمَهُ الَّذِي يَعْتَادُهْ، حَلِّ قَوْلَ أبِي الطَّيِّبِ:

إذَا سَاءَ فِعْلُ الْمَرْءِ سَاءَتْ ظُنُونُهُ

وَصَدَّقَ مَا يَعْتَادُهُ مِنْ تَوَهُّمِ


ما بال من أوله نطفة

وجيفة آخره يفخر(١)]

الجملة حال أي مَا بَالُهُ مفتخرا [عقد قول على رضى الله عنه: وما لابن آدم والفخر، وإنما أوله نطفة، وآخره جيفة] [وأما.

الحل

فهو أن ينثر نظم] وإنما يكون مقبولا إذا كان سَبْكُهُ مختارا لا يتقاصر عن سبك النظم(٢)وأن يكون حسن الموقع غير قَلِق(٣) [كقول بعض المغاربة: فإنه لما قبحت فعلاته، وحنظلت نخلاته] أي صارت ثمار نخلاته كالحنظل في المرارة [لم يزل سوء الظن يقتاده] أي يقوده إلى تَخيُّلاَت فاسدة وتَوَهُّمَات باطلة [ويصدق] هو [توهمه الذي يعتاده] من الاعتياد [حل قول أبي الطيب:

إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه

وصدق ما يعتاده من توهم]

يشكو سيف الدولة واستماعه لقول أعدائه [وأما

__________________

(١) هو لأبى الْعَتَاهِيَةِ من قصيدة لها مطلعها:

واعَجَبَا للناس لو فَكَّرُوا

وحاسبوا أنفسهم أَبْصرُوا

(٢) وذلك بأن يكون كهيئة النظم لكونه مسجعا ذا قرائن مستحسنة.

(٣) وذلك بأن يكون مطابقا لما تجب مراعاته في البلاغة مستقرا في مكانه الذي يجب أن يستعمل فيه.

۵۲۰۱